الجمعة، 26 نوفمبر 2021

الاحتشام والحياء أمام الأولاد


 

المعصية في الحياة الزوجية


 

الزوج العنيد والزوجة العنيدة


 

 



بركة المال الصالح على الزوجين

قال تعالى ( زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب ) المال من الشهوات التي ترغب فيها النفوس وتحرص عليها وهو عصب الحياة ولا تقوم مصالح الدنيا إلا به ، قال صلى الله عليه وسلم " إن هذا المال حلوة خضرة من أخذه بحقه ووضعه في حقه فنعم المعونة هو ومن أخذه بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع " وهنا شبه الرسول صلى الله عليه وسلم أن من أخذ المال بطريق الحلال واستعان به على أمر نفسه وأهله وصرفه في وجوه الخير بنية حفظ نفسه وعلى زوجته وأولاده ووالديه وعلى أقربائه والفقراء فهو نعمة عظيمة من الله على عبده المسلم ، قال صلى الله عليه وسلم " نعم المال الصالح للرجل الصالح " .

أيها الأزواج الكرام من رزقه الله مالا سواء كان بوظيفة أو ورثه من والديه أن يتقي الله فيه وينفقه على نفسه بالمعروف وعلى من تجب عليه النفقة وأن يكون كريم النفس مع غيره مع استحضار الأجر من الله في ذلك ، قال صلى الله عليه وسلم " وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت بها حتى ما تجعل في فيّ امرأتك " ، وقال صلى الله عليه وسلم " إذا أنفق الرجل على أهله نفقة يحتسبها فهي له صدقة " .

والسؤال هنا للرجال هل كل واحد منا استحضر النية الصالحة حينما يعطي أسرته نفقتهم أو حين يدفع قيمة مشتريات الاسرة أو أجرة المنزل أو فاتورة الكهرباء والجوال وغيرها ، هل استحضرنا النية الصالحة عند الخروج للنزهة وشراء حاجات المدرسة والبيت .

وهل استحضرت الزوجة النية الصالحة عندما ساعدت زوجها وأعطت أولادها واشترت للبيت وللعيد ولنفسها دون منٍ ولا أذى .

امرأة تقول : زوجي يملك أموالا طائلة يحسدنا عليها الناس ، إلا أن حالنا مليء بالأسى فأولادنا يعانون من الجوع والبخل الفضيع فهو يحسب علينا كل شيء من طعام ولباس وكهرباء حتى أنه أزال معظم الأنوار من البيت حفاظا على فاتورة الكهرباء .

وآخر يقول أعمل ليل نهار من أجل زوجتي وأولادي وتحملت ديون كثيرة من أجلهم وزوجتي تملك من المال الكثير لكنها تبخل عليّ وعلى أولادي دائما تكرر أجمعها من أجل المستقبل ولا أدري متى يأتي المستقبل ؟

فإلى كل رجل من أب وأخ وزوج لتعلم أن رأي العلماء في النفقة أنها واجبة على الزوج على زوجته وأولاده وبالمعروف وليس ذلك مقدرا لكنه معتبر بحال الزوجين ، قال صلى الله عليه وسلم " اتقوا الله في النساء فإنهن عوان عندكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف .

فعلى كل زوج يملك المال  :

-       احتساب الأجر عند الله عند نفقته على زوجته وأولاده فهو مأجور على كل ريال ينفقه عليهم .

-       النفقة واجبة عليه فإذا ترك أو فرط فيها فإنه يأثم وقد ضيّع الأمانة .

-       النفقة على الزوجة والأولاد من أفضل النفقات وأحسنها وهي مقدمة على الصدقات، قال تعالى ( يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم ) وهنا قدّم الأقرباء على الفقراء والمساكين .

-       ليعلم أن هذا المال إن لم ينفقه في طاعة الله ومرضاته على نفسه وعلى أهله وعلى وجوه الخير والصدقات وإلا سيكون عليه حسرة في الدنيا والآخرة ، وبعدها سينتقل إلى الورثة بعد أن حرم نفسه وأهله من نعيم الدنيا فيما احله الله .

وعلى الزوجة الموظفة أو من تملك مالا :

-       أن تعلم أنها ليست مجبورة على الإنفاق سواء على نفسها أو أولادها ، لكن عليها أن لا تخلق لنفسها مشاكل مع زوجها هي في غنى عن ذلك من حرمان و قهر وحبس وضرب أو هجر أو منع من نزهة أو سفر أو زيارة لوالد أو صديق .

-       عليها أن تتفاهم مع زوجها في إدارة شؤون المنزل والأولاد حتى تنجح في حياتها الزوجية .

-       ولتعلم أنها مطالبة بخدمة زوجها وأولادها وبيتها فإذا سمح لها بالوظيفة وتنازل عن حقه في الخدمة أن تراعي ذلك ، وأن ما تقوم به من مساعدة بمالها سواء كان بخادمة لتقوم مقامها في المنزل أو بشراء ما تحتاجه من أدوات وملابس لعملها هو نظير لسماحه وتنازله عن خدمتها له .

-       اجعلي المال طريق لسعادتك ولتحقيق طموحاتك ورغباتك وليس عذاب وقهر ومذلة وحرمان من نعيم الدنيا فيما أحله الله ، ثم يذهب للورثة بعد أن حرمت نفسها منه .

أسأل الله العظيم أن يصلح لنا ولكم الذرية هذا وصلى الله على سيدنا محمد


السبت، 13 نوفمبر 2021

اختلاف الطباع بين الزوجين

 




الاختلاف بين الناس من سنن الله الكونية؛ قال تعالى: ﴿ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴾ [هود: 118]، فالإسلام لا يريد من الأشخاص أن يكونوا متطابقين إلى درجةِ زوال الفروقِ الفردية بينهم، ولا يريد منهم أن يكونوا نُسَخًا مكررة عن بعضهم، وكذلك لا يريد منهم أن يكونوا متنافرين بحيث يصبحون أعداء متشاحنين، لكن المطلوب أن يتقارب المسلم مع أخيه فلا يغلو ولا يقصِّر.

 

والحياة الزوجية تجمع بين الرجل والمرأة في بيت هو اللَّبِنةُ الأولى للمجتمع المسلم، فنرى أن الشاب يبحث عن شريكة حياته، ويحاول جاهدًا أن تكون قريبة منه في تفكيره وطباعه وتربيته، وهذا مطلوب شرعًا كما قال صلى الله عليه وسلم: ((انظر إليها؛ فإنه أحرى أن يُؤْدَمَ بينكما)).

 

لكن الخطأ الأكبر أن يبحث عن فتاة مطابقة له إلى درجة المائة بالمائة، وهذا لن يحدث أبدًا، وكذلك الفتاة تبحث عن شخص مطابق لها في تفكيرها وتقديرها وطباعها تمامًا، وهذا من الصعب إيجادُه.

 

وهنا ينسى الشابُّ والفتاة سنةَ الله في الاختلاف بين الناس، مما يجعل ما يرمي إليه صعب المنال، فيدخله في حالة صعبة من الانتقاء والاختيار، ووضع الشروط الكثيرة والصعبة على والديه، وهذا ما يفسِّر لنا بعض أسباب عدم إقدام الشباب والفتيات على الزواج.

 

تقول فتاة: أذكر في بداية زواجنا كنت أنزعج كثيرًا من تأني زوجي الزائد عند الخروج من المنزل، فكان يأخذ وقتًا طويلًا في ارتداء ملابسه واهتمامه بمظهره، أما أنا فكنت سريعة في قضاء أموري وأمور المنزل، ولكن لأنني أحبه حاولت التأقلم مع هذا الطبع، والمفارقة أنه مع مرور الأيام وقدوم الأولاد انعكست الآية، فصرت أستغرق زمنًا أطول لتجهيز الأولاد عند الخروج.

 

تقول: يجب على كل طرف احترامُ اختلاف الطرف الآخر والتأقلم معه، وذلك بتقديم التنازلات من قِبَلِ الطرفين، وبهذه المسألة يمكن تجنُّبُ المشاكل والجدال.

 

ويقول شاب: لأنني أحب قضاء وقت فراغي في البيت والجلوس أمام التلفاز، كان هذا الطبع يزعج زوجتي جدًّا؛ لأنها تفضِّل الخروج والتسوق.

 

يقول: مع مرور الأيام وجدنا حلًّا لهذا الخلاف، وهو أننا اتفقنا على أيام معينة للخروج، وأخرى للجلوس في المنزل، وهكذا أرضى كلٌّ منا الآخر.

 

ولكي نقلل من المشاكل التي يحدثها اختلافُ الطباع بين الزوجين علينا التالي:

 لا بد أن يقبل كلُّ طرف الطرفَ الآخر بما هو عليه من سلوكيات أو علل تزعجه.

 

 معرفة أن كل واحد من الزوجين جاء من بيئة مختلفة، وأنه بعد فترة وجيزة من التقبل والتنازلات يبدأ الطرفان في تكوين مجموعة من الطباع والعادات التي تناسبهما، وذلك بغرض التفاهم وتسيير الحياة الزوجية.

 

 إيجاد قوانين وصيغ توافقية بين الزوجين للتعامل مع الخلاف، خاصة إذا توافر الحب بينهما، وأن أي مشكلة يمكن حلُّها بالتفاهم والحوار.

 

 اختلاف الطباع بين الزوجين ممكن يكون مصدرًا لبلوغ السعادة بما يحدثه من تنوُّع في الحياة الزوجية، وأن كل طرف يكمل الطرفَ الآخر.

 

 على كل طرف ألا يسعى إلى تغيير الآخر؛ وإنما بالاتفاق وإيجاد أرضية مشتركة وحلول يتفق عليها الجميع.

 

 على كل طرف أن يسعى إلى إرضاء الآخر؛ وذلك بالتنازل عن الشيء الذي يحبه من أجل الطرف الآخر، دون المساس بكرامة أي أحد منهما، وعلى الطرف الآخر أن يبادل شريكه التغافر والتنازل والعفو.

 

 إن وجود الرغبة عند كل منهما في العيش بسلام مع شريك حياته، ووجود الحب والتضحية والتنازل، ومراعاة شعور الطرف الآخر واحترام رغباته - من أهم الأسباب لتجاوز اختلاف الطباع بين الزوجين.

 

أسأل الله العظيم أن يصلح لنا ولكم الذرية، هذا وصلى الله على سيدنا محمد.

الزوج الأناني والزوجة النانية


 

الخيانة العاطفية بين الزوجين


 

النقد المستمر بين الزوجين


 

الشك بين الزوجين

 

 

الشك بين الزوجين

3.     


 

 

الشك بين الزوجين

إن أهم أساس تقوم عليه العلاقة الزوجية هو الثقة والاحترام المتبادل ، ومتى تزعزعت الثقة بينهما وفقد الاحترام وحل مكانهما الشك فإن الحياة تتحول إلى جحيم لا يطاق ، حياة يسودها التوتر والقلق ( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ) .

رجل يأتي عند الكعبة ويطلب من زوجته أن تحلف بالله أنها لا توجد لها علاقة مع غيره ، وآخر يربط باب بيته الخارجي بخيط خفيف صغير حتى يتأكد عند عودته هل خرجت زوجته من البيت أو لا .

وأخرى تفتش جوال زوجها يوميا وتقرأ جميع رسائله الصادرة والواردة لتعرف مع من يتحدث وماذا يكتب لهم ، وأخرى تشم ثيابه عند عودته للبيت لتتأكد من نوع العطر هل تغير أم لا ؟

سبحان الله يخربون بيوتهم بأيديهم .

إن الشك مجلبة للوسواس والدمار والهلاك والقلق والاضطراب ... فالحذر الحذر ، وما دخل بين الزوجين إلا وكانت النهاية مؤلمة وقاسية .

يبرر الكثير من الأزواج عن شكهم بدافع الغيرة ، والفرق بينهما كبير ، فالغيرة المحمودة هي إحساس يربط بين الزوجين ينتج عنه الخوف من فقدان الطرف الآخر بسبب محبته له وعدم القدرة على العيش بدونه مما يدفعه على اتخاذ الطرق والأسباب لجذبه وإبعاده عن المؤثرات الخارجية .

أما الشك فهو عبارة عن إحساس سيء يدفع الإنسان إلى عمل سلوكيات سلبية لنفسه وللآخرين مما يفقده الثقة بالطرف الآخر خاصة عندما لا يوجد سبب واضح ومقنع للشك .

والشك بين الزوجين لا يأتي مصادفة بل له أسباب ومن أهمها :

-       التجارب القديمة لأحد الزوجين ، سواء كانت بينهما تجارب قديمة قبل الزواج ، أو اكتشف مؤخرا برسائل قديمة في جوال أو بريد الطرف الآخر ، عندها سيفسر أي تصرف أو قول بما يعرفه من ماضيه القديم ، حتى وإن كانت هذه العلاقة قد انتهت وتغير حاله للأفضل .

-       عقدة النقص عند أحدهما ، عندما يشعر أحد الأزواج أن الطرف الآخر أجمل منه أو أفضل منه مكانة وثقافة وعلما ، هنا ينتابه شعور بأن الشريك الآخر سيختطف منه أو سيتركه ويبحث عن غيره .

-       متابعة الفضائيات والمشهورين والمشهورات في التطبيقات الالكترونية وكذلك الأفلام والمسلسلات وما تعرضه من قصص معظمها علاقات محرمة وسهرات ومطاعم ، تولد عند أحدهما بدون وعي الشك في الطرف الآخر .

ولعلاج مرض الشك بين الزوجين على كل طرف منهما :

-       التثبت وقطع الشك باليقين وعدم التجسس وسوء الظن خاصة إذا كانت لا توجد دلائل واضحة وثابتة على الشريك الآخر من قول أو فعل .

-       البعد عن المواقف التي تشعل الغيرة والغضب والشك ، فلا يفتح جواله أو البريد الالكتروني ، ولا يشم ثوبه أو غيرها من السلوكيات التي فيها تتبع وتجسس للشريك الآخر ، وأن الأصل بينهما الثقة وإن وجد خطأ أخرج له ألف عذر فهو بشر يخطئ ويصيب .

-       الأصل في الحياة الزوجية التغافل والتسامح والتغافر فكل بني آدم خطاء .

-       إذا زاد الشك عن حده وخرج عن السيطرة ووصل إلى مرحلة الإيذاء النفسي والجسدي فعليهما الابتعاد عن بعض حتى تهدأ العاصفة ، وعلى من يشعر بالشك الذهاب للطبيب النفسي أو استشار ة المختص حتى يساعده في الخروج من هذه المشكلة .

أسأل الله أن يبعد عنا وعنكم سوء الظن والتجسس وأن يجعل بيوتنا عامرة بالطاعة وحسن الظن وحسن الخلق وأن يصلح لنا ولكم الذرية وصلى الله على سيدنا محمد .

 

كتبها / عدنان سلمان الدريويش

المستشار الأسري بجمعية التنمية الأسرية بالأحساء


الوفاء بين الزوجين

  

الوفاء بين الزوجين





الوفاء يعني الإخلاص والبذل والعطاء وتذكر الود والمحافظة عليه ، والوفاء بين الزوجين يشمل تفاصيل الحياة الزوجية ، ليعيش كل منهما وهو يحمل في قلبه حبا وودا ورحمة وتقديرا وإخلاصا لا متناهيا تجاه الطرف الآخر .

فليس من الوفاء الترصد والتصيد والإساءة والظلم والنكران ، فإن كان ثمة أخطاء من قبل أحد الزوجين فإن من الوفاء تجاهل الأخطاء والتجاوز عنها وعدم إفشائها ونشرها ، بل البحث عن المحاسن والإيجابيات عن الطرف الآخر ، قال صلى الله عليه وسلم " لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر " .

ويتحقق الوفاء بين الزوجين من خلال الحب والاحترام المتبادل والتعاون والتضحية والصبر وعدم إفشاء الأسرار .

وعلى الأزواج أن يتعلموا من سيرة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم مع زوجته أمنا خديجة بنت خويلد رضي الله عنها في حياتها وبعد وفاتها ، كان دائما يذكر اعمالها وأخلاقها وأنها التي آثرته ووقفت بجانبه ورغبت فيه عندما هجره الناس وهي أول من صدق به وآمن به وكان يصرح بحبه لها في حياتها وبعد وفاتها .

امرأة دخل زوجها السجن بسبب الديون ، فما تخلت عنه بل قامت بالتواصل مع أهل الخير لتسدد ديونه ، هكذا الوفاء والتضحية .

وأخرى تطلب الطلاق لأنه لم يأت لها بخادمة ، وأخرى تقيم الدنيا ولا تقعدها لأنه لم يغير أثاث منزلها أو لم يجعلها تسافر هذه السنة .

ورجل أصيبت زوجته بمرض هشاشة العظام وأصبحت طريحة الفراش ، فأصبح يلازمها ويرعى أولادهما ، بل لم يترك بابا لعلاجها وإلا وطرقه ، وهو صابر محتسب يبادلها مشاعر الحب والحنان .

وآخر لم تكمل زوجته سنة على مرضها حتى تزوج غيرها ، غير آبه لمشاعرها أو لمرضها ، بل وصل سوء خلقه أن أسكنها مع زوجته المريضة .

وقصة أخرى لزوجين بدأت معاناتهما من بداية الزواج ، حيث لم يرزقهما الله بالذرية ، وقد مضى على زواجهما خمس سنوات ، حتى أصبحت الضغوط العائلية تسبب لهما صدمات نفسية ، والطبيب يؤكد لهما أن العقم بسبب الزوجة ، إلا أن الزوج صبر واحتسب حتى استمر زواجهما لأكثر من عشر سنوات وهي تصر عليه بالزواج من ثانية وهو يرفض خوفا على مشاعرها .

يا إخواني ويا أخواتي ... وحتى يتحقق الوفاء بين الزوجين عليهما اتباع الآتي :

-       عدم إفشاء الأمور الخاصة لهما للغير سواء للأمهات أو الأصدقاء سواء كانت خلافات أو نفقات أو غيرها ، وليس المعنى الرضا بالأخطاء من قبل الطرف الآخر بل الأصل محاولة الصلح فإذا تعذر بينهما يمكن اللجوء لمن يثقون به من مصلح أو مستشار يساعدهما على تخطي المشكلة .

-       الصراحة بين الزوجين مع الصدق في الحديث والمحافظة على سلامة العلاقة بدون غضب أو رفع صوت أو تنمر أو استهزاء .

-       التسامح والتغافر فإن الاختلاف سنة كونية لابد منها ، وعند ازدياد المشكلة يجب التوقف ثم الحوار الهادئ وتذكر محاسن الآخر مع الابتعاد قليلا عن الآخر حتى تهدآ النفوس .

-       مساندة شريك الحياة في أعماله الخاصة وواجباته العلمية والعملية والاجتماعية بالكلمة الطيبة والفعل الجميل وبالمال والنصيحة .

-       مشاركة شريك الحياة نجاحاته وإظهار الفرح والسعادة له .

-       احترام أهل وأسرة الشريك الآخر وإكرامهم ومساعدتهم وتقديم كل ما يجب نحوهم .

-       الوقوف معا في وجه الفتن والمحن التي تمر على الأسرة سواء الاقتصادية والاجتماعية ومن تربية الأولاد وجميع أمور الحياة .

-       التعاون على البر والتقوى وطاعة الله حتى يكونا رفيقين في الجنة .

أسأل الله أن يصلح بين كل زوجين وأن يعمر قلوبهما بطاعته وأن يصلح لهما الذرية وصلى الله على سيدنا محمد .

 

كتبها / عدنان سلمان الدريويش

المستشار الأسري بجمعية التنمية الأسرية بالأحساء

اختلاف الطباع بين الزوجين


 

بركة المال الصالح على الزوجين


 

الخلافات الزوجية أمام الأولاد


 

الوفاء بين الزوجين


 

الجمعة، 1 أكتوبر 2021

 

التربية بالحب



 

قد تجول في خلد كثير منا أسئلة حول الأولاد، هل حب الأولاد يحتاج إلى تعلم؟ مَن مِنا لا يحب أولاده؟ أولادنا يشعرون بحبنا لهم فلِم هذا الموضوع؟ وغير ذلك من الاستفهامات .

الأمر ليس كذلك، فكل الآباء يحبون أولادهم ولكن الأمر الذي نحتاجه حقًا أن نعرف كيف نظهر لأولادنا هذا الحب ونشعرهم به؟

التربية بالحب منهج يعتمد على استخدام المشاعر والأحاسيس أثناء عملية تكوين الفرد ذاتياً ومجتمعياً، واكسابه الخبرة الحياتية بأساليب ودودة بعيداً عن العنف.

أكثر المشاكل الأسرية أسبابها عدم وجود الحب في البيت بين الوالدين والأولاد ، ولأن الحب حاجة أساسية ملحة في الفرد ، يبحث عنه الولد في بيته ، فإذا لم يجده داخل البيت فإنه سيعاني كثيرا ، مما يضطره للبحث عنه خارج البيت ، وهنا تبدأ المشكلة عندما يجده في رفقاء السوء أو العلاقات المحرمة أو من خارجي القانون .

كثير من الآباء والأمهات يرون أنه لا فائدة في تربية الأولاد ومعاملتهم سوى بالعقاب والشدة ، ويضربون بسائر الأساليب والوسائل التربوية عرض الحائط ، ويستدلون على صحة منهجهم بأنهم تربوا على هذه الطريقة، قال لي أحدهم: كنت أقف أمام والدي ، فلا أحاوره ، ولا أقاطعه ، وليس مسموح لي بالرد أو الكلام ، لأن ذلك من سوء أدب الابن مع أبيه ، وفوق ذلك كان والدي يصرخ ويرفع صوته ، ولا أدري متى أتلقى صفعة أو لكمة يمينا أو يساراً، وقد رباني هكذا حتى صرت رجلاً كما تراني. قلت له: أنت تتبع نفس المنهج مع أولادك، فرد متحمساً: طبعاً، ويسيرون على الصراط المستقيم. قلت له: صف لي ولدك وهو أمامك وأنت تكلمه.. فقال: يقف أمامي يرتجف، وينصت لكلامي، ولا يرد.

كم سيغرس هذا الأب ومن في شاكلته في أولادهم الجبن والخنوع والخضوع والخوف ، وكم سيقدمون للمجتمع من شخصيات مهزوزة مضطربة نفسياً، تنتقم من نفسها ومن المجتمع .

أخي وأختي … كم مرة قلت لولدك أحبك؟ كم مرة ضممته إلى صدرك وقبلته ؟ وكم لمسة حانية خرجت منك له ؟ أسئلة بمثابة الصاعقة على رؤوس بعضنا ، اسأل نفسك وأجب بصدق ، قد نحصيها على أصابع اليد، بل قد لا نحصيها أساسًا لأننا لم نفعلها، قد يفرح البعض ويقول كنت أقبّل ولدي وهو طفل مائة مرة في اليوم!! ولكن هل ما زلت تٌقبّله بعد أن كبر وشارف على البلوغ؟ إن أولادنا يحتاجون منا تلك القٌبلة والضمة واللمسة الحانية والطرفة والقصة واللعبة …. وغيرها في الصغر والكبر، لأنه ليس من أحد يكبر على حاجته للحب والحنان.. تلك السلوكيات الجميلة تهون على أولادنا كثير من الآلام التي يمرّون بها ، بل وتجعلهم يشعرون بنشوة السعادة ، أخيرا علّم نفسك أن تقول لهم : أحبك! أحبك يا قرة عيني – أحبك يا فلذة فؤادي- أحبك يا روح قلبي ، دمتم بخير وسعادة .

عدنان سلمان الدريويش

المستشار الأسري بجمعية التنمية الأسرية بالأحساء

إلى كل عقيم

1.

3.    إلى كل عقيم

4.     



الولد نعمة جليلة من أعظم النعم التي يمن الله بها على الإنسان , وهو زينة الحياة الدنيا , قال تعالى (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا (46) الكهف ) ، وله مصالح وفوائد كثيرة في الدارين لا يحصيها إلا الله من الصلة والبر والدعاء للوالدين والإحسان إليهما , واتصال النسب وإحياء الذكر والقيام بشؤونهما أحياء, وأمواتا وغير ذلك من المنافع العظيمة .

وقد يمنع الله الولد عن بعض الناس ويجعله عقيماً قال تعالى (لِّلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) الشورى ).

وهذا من الابتلاء الذي يمتحن رب العالمين عباده بها ، فالابتلاء سنة من سنن الله في الأرض، يميز بواسطته بين العبد الشاكر الحامد له ، الراضي بقضائه وقدره، المؤمن بحكمة الله وتصرفه في خلقه لأنه يعلم بأنه في الأول والآخر عبد لمولاه يفعل فيه ما يشاء، ولا يستثني الله من سننه الكونية أحدا، فمن المؤمنين من يصبر ويحتسب الأجر عند ربه، ومنهم من يضيق صدره , قال سبحانه : ( أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) ) سورة العنكبوت.

وقد يلحق العقيم هم وحزن من جراء فقد الولد وهذا أمر طبيعي من الفطرة لا يؤاخذ عليه المرء شرعاً , ولا يلام على ذلك فان صبر واحتسب الأجر على الله وأحسن الظن بربه جوزي أجرا عظيما وان جزع وتسخط وأساء الظن بربه فاته خير عظيم وباء بالإثم الكبير .

وسعي العقيم في تحصيل الولد وبذل الأسباب لا ينافي التوكل على الله ولا ينقص الإيمان , والإنسان مفطور على حب الولد , ويشترط في ذلك أن تكون الأسباب نافعة سواء كانت أسباب عادية مباحة مجرب نفعها كالتداوي بالعقاقير الطبية , أو أسباب شرعية دل الشرع عليها كالرقية ونحوها ، ولا يجوز بحال تعاطي الأسباب المحرمة من السحر والدجل والأوهام وغير ذلك مما تذهب دين العبد وتفسد عقله وتضيع ماله .

والدعاء من أعظم الأسباب في حصول الولد , قال الله تعالى (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) البقرة ) و قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالْإِجَابَةِ ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لَاهٍ ) والحديث حسنه الألباني في صحيح الترمذي .

وهناك أمور على من ابتلي بالعقم التفكر بها وتأملها:

أن يوقن أن ما من أمر قضاه الله وقدره إلا لحكمة بالغة ، فإذا تفكر في فقد ولده انه أمر قدر عليه لحكمة ولو خفيت عليه حصل له التسليم التام والرضا بذلك وهذه حالة إيمانية عظيمة من استشعرها هان عليه الأمر .

أن ذلك من البلاء الذي يبتلى فيه المؤمن في الحياة الدنيا ليرى الله صدقه من كذبه وإيمانه من نفاقه وتسليمه من تسخطه ، وكل يبتلى بنوع من البلاء وقد ابتلى بأغلى شيء فليصبر .

ما يترتب على الصبر من عظم الجزاء ودخول الجنة فالجزاء من جنس العمل فكلما عظم البلاء عظم الجزاء.

أنه ربما صرف الله عنه الولد لطفا به ودفع عنه أعظم الشرين لعلم الله السابق أنه لو رزق ولدا لكان فتنه له في دينه وشغلا عن طاعته , وعذابا له وهما كما قص الله سبحانه عن غلام الخضر حينما قتله قال تعالى ” وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81) (الكهف ) .

أن هذا الأمر لم يخصه الله به بل كتبه على طائفة كثيرة ممن قبله أو بعده يشاركونه في فقد الولد وأن الله كما فاوت بين الناس في الرزق فجعل منهم الغنى والفقير فاوت أيضا بينهم في هذا الباب فجعل منهم عقيما ومنهم ولودا والتفكر في هذا يهون الأمر عليه ويسليه .

وليتذكر كل عقيم أن أكمل الناس إيمانا أشدهم ابتلاء , وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم من أشد الناس بلاء ؟ قال ” أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلباً اشتد به بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة” أخرجه الإمام أحمد وغيره.

أسأل الله أن يفرج عن كل مهموم ، ويرزق كل عقيم ، وأن لا يحرمه الأجر ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه .

———————————

عدنان سلمان الدريويش
المستشار الأسري بجمعية التنمية الأسرية بالأحساء

السبت، 25 سبتمبر 2021

 

علموا أولادكم حب الوطن

علموا أولادكم حب الوطن
صحيفة شاهد الآن الإلكترونية
بقلم : عدنان سلمان الدريويش

المستشار الأسري بجمعية التنمية الأسرية بالأحساء

إن محبة الوطن طبيعة طبع الله عليها النفوس ، وحب الوطن يقره الشرع ويفرضه الواقع ، وهو ذلك الإحساس الخفي الذي يحركنا للتعلق به، والاحساس بالانتماء إليه مهما بعدت بنا المسافات، وهو شعور فطري ينمو ويكبر مع تقدمنا بالعمر، فلماذا الوطن ؟

الوطن هو أبي وأمي وإخوتي وعائلتي وذلك البيت الصغير الذي تربيت فيه مع إخواني ، الوطن ذلك المسجد الذي كنت أصلي فيه مع جيراني وأصدقائي ، الوطن هي تلك المدرسة التي تعلمت فيها الأدب والخلق والعلم مع زملائي وأساتذتي ، الوطن هو ذلك السوق والمطار وتلك الحديقة وذلك الملعب وأي مؤسسة كنت أستفيد منها وأشتري منها ألعابي واحتياجاتي ، الوطن هو رجل الأمن الذي يسهر على راحتي ويحافظ على أولادي من الدخلاء والغرباء ، الوطن هو ذلك العالم والأستاذ والدكتور والشيخ الذين أتعلم منهم وأرتقي بعلمهم نحو القمم ، الوطن ذلك الأمير والملك الذي يحكمني وينصرني ويأخذ حقي من الظالمين .

الوطن ليس شعر يلقى ، ولا كلمات تغنى ، الوطن هو أنا وأنت هي لحظاتنا الجميلة التي عشناها مع أحبابنا وأصدقائنا …. فكيف نرضى لأنفسنا أن نسمح للحاقدين أن يتطاولوا عليه ؟

لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجرا إلى المدينة من مكة ، وعندما بلغ الجحفة اشتاق إلى موطنه ومكان مولده ومولد آبائه فأنزل الله ( إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد ) أي إلى مكة ثم قال مخاطبا موطنه وبلده ” ما أطيبك من بلد وما أحبك إليّ ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك ” .

لذا علينا أن نعلم أولادنا أن علينا واجبات كبيرة نحو بلادنا ووطننا ومنها :

حمايته والحفاظ عليه من أي مكروه أو خطر أو عدوان خارجي أو داخلي ، الحفاظ على مرافقه ومؤسساته وعدم إهمالها ، النصح والإرشاد للمواطنين وغيرهم بالحفاظ على الوطن وحمايته ، المساهمة في خدمة المجتمع من خلال المشاركة في المبادرات المجتمعية والتي تعنى بنظافته وإعماره وتطويره ، الحفاظ على أمن الدولة وكف الأذى عن أعراض ودماء وأموال المواطنين وغيرهم ممن يسكنون هذا الوطن ، السمع والطاعة لولي الأمر في المنشط والمكره ، احترام القوانين والنظم وعدم مخالفتها والدعوة إلى تطبيقها ، التصدي للمخربين والكارهين والمعادين للوطن وخاصة في الانترنت والتطبيقات الالكترونية وعدم التعاون معهم بل ومقاطعتهم .

علينا أن نعلم أولادنا أن الأمن لا يأتي إلا بالحفاظ على الوطن ، وأن نعمة الأمن من أفضل النعم التي من الله عليها على عباده ، وأن انعدام الأمن لا يحقق استقرار أو تنمية أو ازدهار للمجتمع .

قد يتحمل الإنسان الفقر والجوع والعطش لكنه لا يمكن أن يعيش في وطن غاب عنه الأمن قال تعالى ( رب اجعل هذا البلد آمنا وارزق أهله من الثمرات ) .

علينا ان نعلم أولادنا أن انعدام الأمن في الوطن يجعلنا لا نستطيع ممارسة حياتنا بشكل طبيعي كالدراسة والوظيفة والسوق والصلاة في المسجد ، وأن انعدام الأمن ينشر الخوف والعنف والجرائم وتتأخر المشروعات التنموية في المجتمع .

قال صلى الله عليه وسلم ” من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا ” وقال تعالى ( وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ) .

إن أمن الوطن ليس كلمة تقال بل هو أمل ينشده الكثيرون في العديد من دول العالم ، ونحن ولله الحمد والمنة نعيش في وطننا ونحن مطمئنون على أرواحنا وأموالنا وأولادنا ولا نملك إلا أن نرفع أكف الضراعة بأن يحفظ الله وطننا من شر الأشرار وكيد الفجار وأن يؤيد بالحق ولاة أمرنا وأن ينصرهم على من بغى عليهم وأن يحفظ جنودنا الذين يقفون صفا واحدا على حدودنا ليحمونا من الأعداء والأشرار حتى ننعم جميعا في أمن وآمان .

الخميس، 16 سبتمبر 2021

الانتقام بين الزوجين


 

الشك بين الزوجين


 

فكر جيدا قبل الزواج


 

هل الزواج نعمة أم نقمة ؟


 

 

 

الانتقام بين الزوجين





الزواج هو تلك العلاقة الرائعة الجميلة التي تجمع بين آدم وحواء ، يجمعهما الحب والمودة والرحمة وحسن المعاملة والمعاشرة والصبر والتعاون والتسامح والتغافر وتربية الأولاد وبناء القيم فيهم .

والزواج هو الكيان الذي يكبر ويكبر إلى أن يصير عائلة وقبيلة ومجتمع بأكمله .

وكأي علاقة بين زوجين لن تمر على ما يرام دوما ، فيجب أن تصادفها بعض المشكلات والخلافات بين الحين والآخر ، وهذا الأمر لا يعد مشكلة في حد ذاته فهو أمر طبيعي وارد الحدوث ، لكن المشكلة تكون في عدم معرفة الطريقة الصحيحة في التعامل مع المشكلات .

ومع مرور الأيام والسنين تزداد المشاكل والخلافات بين الزوجين حتى تصل إلى مرحلة الطلاق العاطفي أوالطلاق النهائي .

وقد يكون السبب هو الكتمان وعدم المصارحة وترك الملفات القديمة دون وجود حل لها ، والاختلاف مثلا على النفقة أو إدارة المنزل أو الخيانات الزوجية من أحدهما أو بسبب الظلم والقهر والاعتداء اللفظي والجسدي بينهما مما يجعل أحدهم يسعى للانتقام من الشريك الآخر سواء كان على ذمته أو بعد الطلاق الرسمي .

ويكون الانتقام بقلب كاره وحاقد وحزين ومجروح ، يلبس فيه الزوج أو الزوجة لباس الشر ويستعين بالشياطين من الإنس أو الجن ، وتُعلن الحرب وتمارس ضد الطرف الآخر أنواع العنف والذل والإهانة والإساءة ، وقد يتدخل أطراف أخرى في هذه الحرب من عوائل أومحاكم أونيابة أوجيران أوأصدقاء .

رجل يقوم بإشاعة قصص واقعية وخيالية حول زوجته الأولى في المجالس انتقاما منها لأنها طلبت الطلاق لأسباب غير مقنعة من وجهة نظره .

وآخر صور زوجته بأحوال مختلفة وهي في بيتها وهي لا تدري ، وعندما طلقها هددها إن تزوجت بآخر سينشر صورها في الانترنت .

وأخرى بعد طلاقها بدون سبب مقنع لها جعلها تدخل في حالة نفسية يرثى لها بسبب كلام الناس عنها ، وبحكم معرفتها بوظيفته وبعض مخالفاته في عمله ، اشتكت عليه عند القضاء لتسجنه وتجعله يخسر كل أمواله ، تقول لقد شعرت بالارتياح كثيرا ، لكن ما آلمني أنني تسببت لطليقي بجلطة جعلته على إثرها فاقد للحركة .

أيها الأخوة والأخوات … الله أذن لمن اعتُدي عليه أن يرد بالمثل على من اعتدى عليه ، قال تعالى ( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى ) ، وقال تعالى ( وجزاء سيئة سيئة مثلها ) ، ومع هذا فقد بين الله سبحانه أن العفو على المعتدي والتغاضي عن زلاته وخطئه أفضل من الانتقام خاصة بعد الطلاق والانفصال، قال تعالى ( فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين ) ، وقال صلى الله عليه وسلم ” ما نقصت صدقة من مال ، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله ” .

يا بناتي ويا أبنائي … اتقوا الله ولا تظلموا غيركم وابتعدوا عن الانتقام واعفوا واصفحوا فإما بإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ، واتقوا دعوة المظلوم ، كما قال صلى الله عليه وسلم ” اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ” ، وقال تعالى ( ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار ) .

اللهم أصلح قلوب أبنائنا وبناتنا واجمع بينهما على خير ، وارزقهم خلق العفو والرحمة والتواضع وحسن العشرة .

————————————————————-

كتبها / عدنان سلمان الدريويش

المستشار الأسري بجمعية التنمية الأسرية بالأحساء

 أرجوكِ يا أمي تقول فتاةٌ: أمي عنيدة وعصبية وقاسية جدًّا، لا تُحب إلا نفسها، دائمة الصُّراخ وسيئة التعامل، حاولتُ كثيرًا أن أبحثَ عن رضاها، ...