الثلاثاء، 26 يناير 2021

 

( حياتك من صنع أفكارك )

 1132
إدارة الموقع
https://juwatha.net/204975.html  

خذ فكره وازرعها في نفسك تصبح سلوكاً … لا تقيد نفسك بالأوهام وتعلم كيف تختار الأفكار الصائبة … الجسم يستجيب لرسائل العقل وتغيير الحال بتغير الأفكار …

مثل هذه العبارات وغيرها يقودنا للحديث عن أسرار النفس البشرية ولعل من أثار النفس البشرية تأثير الأفكار عليها في المشاعر والسلوك وهذا التأثير أدركه العلماء والحكماء منذ القدم وجاء العلم الحديث يؤكده ويقيم عليه دلائل جديدة ويقوم بأبحاث عنه ويدرس تطبيقاته في الصحة والمرض,يقول دايل كارينجي مؤلف كتاب (دع القلق وأبدأ الحياة ) :أن إحدى مشكلاتنا الكبرى هي ” كيف نختار الأفكار السديدة الصائبة لأننا إذا راودتنا أفكار سعيدة أصبحنا سعداء وإذا سيطرت علينا أفكار التعاسة غدونا أشقياء وإذا تملكنا الخوف والمرض فغالبا سنصبح مرضى أو جبناء وإذا فكرنا في الإخفاق أتانا الإخفاق في غير إبطاء وإذا دأبنا نتحدث عن متاعبنا ونندب حظنا ونرثي لأنفسنا فسيعتزلنا الناس ويتجنبون صحبتنا ومجالستنا وحديثنا .

كيف نزرع الفكرة النافعة ؟ هذا يحتاج في البداية أن نتخلص من الفكرة الضارة فالفكرة الضارة تقتلع بزرع فكرة نافعة مضادة لها فأفكار الخوف نعارضها بأفكار الشجاعة,وأفكار القلق بأفكار الاطمئنان وأفكار التردد بأفكار الإقدام وأفكار ضعف الثقة بالنفس بأفكار قوة الثقة بالنفس وهكذا .

أما الأفكار النافعة فمن أفضل وسائل زراعتها :

1 – الدعاء المخلص وصدق اللجوء إلى الله تعالى والتوكل عليه .

2 – اختيار عبارة قصيرة واضحة معبرة  تكون بصيغة المتكلم  ولا يكون فيها نفي ولا استقبال ويرددها كثيرا مثال ذلك :

رجل يريد الإقلاع عن التدخين يكتب على ورقه صغيرة “لقد أقلعت عن التدخين ولله الحمد” فهذه الجملة جاءت بصيغة المتكلم وليس فيها نفي:أنا لن أدخن ولا استقبال (سوف أقلع عن التدخين) فتكون عبارة ” أقلعت عن التدخين ولله الحمد ” عبارة مشجعة لزرع فكرة نافعة .

3 – ضرب الأدلة العقلية التي تثبت الفكرة الصائبة كقوله تعالى : “ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صدّيقة كانا يأكلان الطعام انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون” المائدة 75.

4 – ضرب الأمثال والتي تعتبر من أهم وسائل تبسيط المعلومة وربط الذهن بها فالمعلم القدير هو الذي يقدم العلم للناس في أمثلة تجعلهم يقتربون من الموضوع أكثر قال تعالى : ( ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون) .

5 – طرح الأسئلة وترك الإجابة للعقل ليصل إلى المعنى المراد من ورائها مثل قوله تعالى : ( أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار) وكذلك قصة الفتى: (أتحبه لأمك؟ قال: لا والله جعلني الله فداءك قال: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم قال: أتحبه لابنتك؟ قال: لا جعلني الله فداءك قال: والناس لا يحبونه لبناتهم … ) .

6 – كسب ثقة المقابل بحسن الحوار والقوة العلمية والأمانة وتقبله ودليل ذلك من قصة الفتى مع الرسول صلى الله عليه وسلم بأن الفتى تجرأ وصارح النبي بما في نفسه ولو يعلم أن النبي عليه الصلاة والسلام سوف يوبخه ويعنفه ويشدد عليه وأنه قاسي المعاملة والطبع لما أفصح عن ما يدور في خلجات نفسه الأمارة بالسوء ولما تقبل منه في نهاية الحوار ولكن استخدم معه أسلوب الحوار المقنع عقلاً ومنطقا .

وأنظر بالمقابل إلى معاملة بعض المربين لأبنائهما الذين لا يستطيعون أن يخرجوا ما في صدرهم وجعبتهم من أفكار ووساوس لأنه يعلم أن الجواب قرع بالسياط وبالنعال وبأنواع القساوة والضراوة وكأنه يقول وبكل أسى أن التربية لم تنفع ولم تثمر فيك ولذا نجد كثيرا من الفتيان والفتيات الذين لا يجدون من يحتويهم فضلاً عن من يقنعهم بأسلوب الرحيم المشفق فيضطرون للأسف لإيجاد البديل الذي يحتويهم .

مشرف تربوي بتعليم الاحساء

 

عناد الأطفال… كنزٌ فاستثمروه

 1076
إدارة الموقع

        https://juwatha.net/205081.html 


صعوبة التعامل مع الطفل العنيد سببت للوالدين كثيرا من القلق والتوتر  مما جعل الوالدين يمارسون حلولا خاطئة تزيد من عناد الأطفال لكن هل فكر الوالدين بالمؤشرات الإيجابية للعناد ؟ وأنه طريق للنجاح والتميز في الحياة المستقبيلة .

إن العناد صفة إذا تم التعامل معها بحكمة فإنها ستخلق لنا قائدا مميزا في المستقبل لذا أخي الأب وأختي الأم لا تتذمروا من طفلكم العنيد فأنتما تملكون كنزاً غاليا لو أحسنتما استغلاله .

العناد هو حالةٌ من الامتناع والاحتجاجِ يُبديها الطّفل تجاهَ التعليماتِ والإرشاداتِ المُوجّهة إليه مع التشبّث والإصرار على الرفض دون إبداء أيّ مُبرّرٍ أو مُسوّغٍ مقنع، وتَتّصف مظاهرُهُ بامتناعِ الطفل عن الاستجابة بشكلٍ مُستمر للأوامر والتّوجيهات التي يتلقّاها ومُقابَلتها بالمُقاومة والجدال المتواصل والثبات على موقف الرفض وعدم التنازل كرفضِ الطفل تغيير ملابسه المتَّسخة أو رفضه شرب الحليب أو تناول الأطعمة المفيدة على الرّغم من تَلقّيه الإرشاداتِ من والديه بكلّ رفقٍ وهُدوء .

أهم ما يميز الطفل العنيد:

ثقته العالية بنفسه وبرأيه، والتي تتيح له مواجهة المواقف والمشكلات بشكل إيجابي إذا وجه التوجيه الصحيح .

أما اندماجه مع غيره من الأصحاب فليس بالسهل ولا باليسير بل يحتاج إلى وقت طويل حتى يفكر ويقتنع بمن حوله وهذه الميزة تجعله ( بإذن الله ) يحافظ على نفسه من الأفكار الضالة والهدامة والعقائد المنحرفة والقيم السلبية فهو لا يتقبل كل فكر أو نشاط يعرض عليه  إلا بعد التفكير ثم الاقتناع .

ومن مميزاته أنه إذا اقتنع وتقبل أصحابه فإنه سيمارس معهم كل نشاط دون الشعور بالخوف أو عدم الألفة مما يمكنه المشاركة في العديد من الأنشطة الرياضية والاجتماعية وبالتالي يكتسب مهارات التعاون مع فريق العمل .

وكذلك الطفل العنيد لديه فرصة أكبر للتعلم بسبب انخراطه مع المجتمع ولديه فرصة كبيرة للابتكار وإعطاء الأفكار الجديدة.

الطفل العنيد إذا تربى على القيم والعقيدة الصحيحة كالعدل والمساواة وعدم الظلم فإنه سيتمثل بها ويدعو لها ولا يرضى بالظلم كما يتميز بحس عالي من المسؤولية ويتضح ذلك في اصراره ومحاولاته المستمرة في اصلاح لعبته المكسورة وارجاعها كما كانت.

وحتى تستثمر هذا الكنز في طفلك اتبع العشر الخطوات التالية :

1-العـقاب والشـدّة والحـرمان ليس الحـل المثـالي في التعـامل مع الطفل الشـرس والمتـمرد والمعـاند بل انّ عـدم المبـالاة وعـدم الاكـتراث كثيرا ما تكون هـي الحـل الأمـثل لمعالجة مثل هـذه الظـاهـرة .

2-الحـوار السـليم مع الطفل ومحـاولة معـرفة سبب العناد ومعـرفة رغـباته وتطـلعاته هي محـور أسـاسي لحل مشكلة ظاهرة العـناد بين الأطفـال ويسـاعـد الحوار البـنّـاء الهادف على اقتناع وتقبل الطفل لأي مواقف اجـتماعـية أو نفـسية مقـبلة .

3- كبت الطـفل في البيت وعـدم خـروجه للتـنزه أو مخالطة الأطـفال بسبب انشغال أحـد الوالدين أو حرمانه مما يحب قـد يسبب للطفـل عـقـدة نفسية تجعله يقاوم ويعاند من أجل تحقيق رغباته .

4-محاذير يجب تجنبها: مقاطعة الطفل العنيد ، إعلان مساوئه أمام الآخرين ، اللجوء إلى التدليل المفسد أو الرشوة ، الانفعال الذى يؤدى إلى غياب الحكمة.

5- إحاطة الطفل بجوٍّ من الحبّ، والعطف واللين والكلام اللطيف والنقاش الدافئ المبني على التواصل الودّي والإقناع وشرح الأسباب بالإضافة إلى تلبية حاجاته وإشباعها والاستجابة لطَلباته العادلة والمنطقيّة تخلق طِفلاً سويّاً متصالحاً مع من حوله ومع ذاته، خالياً من المشاكل النفسية والاضطرابات السلوكية .

6- تجاهل الطفل في حال سلوكه نهج العناد وحرمانه من استثماره يجعل الطفل يتراجع عن عناده ففي حال رفضه القيام ببعض الأعمال ومُقابلة سلوكه بالتجاهل فهو يفقد قيمة هذا العناد وما سيجنيه عليه وبالتالي سيتراجع عن عناده لعدم تحقيقه غرضه.

7-مكافئة الطفل وتعزيزه في حال استجابته للتوجيهات والأوامر بشكل سليم وهادئ فالمُعزّزات الماديّة واللفظية وغيرها تترك لديه انطباعاً عن فوائد الطاعة والانصياع للأوامر والاستجابة لها .

8- عدم وصف الطفل بأنه طفل عنيد على مسمع منه أو مُقارنته بمن حوله من الأطفال المُطيعين فإنّ هذا يُؤصّل العنادَ بشكلٍ أكثر في نفسية الطفل .

9- عدم إلقاء الأوامر بصيغة النفي والرفض فهذا يوحي له بالعناد ويفتح له الباب للمُعارضة.

10- استخدام القصة في إكساب الطفل القيم والسلوكيات الإيجابية ويفضل أن يكون أبطالها من الحيوانات المحببة إليه ويمكن أيضاً لعب الدور معه.


مستشار أسري بجمعية التنمية الأسرية بالأحساء

 أرجوكِ يا أمي تقول فتاةٌ: أمي عنيدة وعصبية وقاسية جدًّا، لا تُحب إلا نفسها، دائمة الصُّراخ وسيئة التعامل، حاولتُ كثيرًا أن أبحثَ عن رضاها، ...