الثلاثاء، 7 فبراير 2023

الأسرة والصلاة

   الأُسرة والصلاة 

الصلاة عماد الدين، وفريضة رب العالمين، مَن حافظ عليها، كانت له نورًا وبرهانًا ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها، لمتكن له نورًا ولا برهانًا ولا نجاة يوم القيامة، والأسرة المباركة التي تحب الله ورسوله، وتحب أن تسعد نفسها وأولادها، تحافظعلى هذه الصلاة، وتحث أولادها عليها، تعلمهم وتربيهم وتنشئهم عليها، وتصبر وتحتسب الأجر في تفقُّد أولادها، ومتابعتهمعلى أدائها.

 

إن الأولاد إذا تعوَّدوا على الصلاة منذ نعومة أظفارهم، سهلت عليهم وألِفُوها وخفَّت أقدامهم في السير إليها، أما إذا عاشالأولاد على إهمال الصلاة، أو ترك الصلاة في المسجد، أو تأخيرها عن وقتها، أو نشئوا في أسرة لا تقيم لها وزنًا، عَسِرَ على وليِّهم ومربيهم بعد كِبَرِهم على فعلها، وصَعُبَ عليهم بعد ذلك القيام إليها، وثقُلت عليهم المحافظة عليها.

 

كان من وصايا لُقْمان الحكيم لابنه أن قال كما جاء في كتاب الله﴿ يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْعَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ  [لقمان: 17]، والله سبحانه أمر خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم؛ فقال سبحانه﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى  [طه: 132].

 

شاب يجلس في سيارته بجانب أحد المحلات، وصوت المسجد يصدح بالأذان، توجه إليه أحد المارة وقال لهألا تنزل معناوتصلي؟ طأطأ رأسه وقالإن شاء الله يا عم، فرد عليههل تنتظر أحدًا؟ قاللا ولكن، قالماذا؟ قالأنا لا أصلي.

 

وأخرى تشتكي من والدها، من قسوته معها؛ من الضرب، واللسان السليط، والإهانات، ومن أم مهملة لا تعرف إلا نفسها،وأثناء الحديث معها، علمت أنها لا تصلي، وعندما سألتها عن السبب، قالتبسبب أبي وأمي.

 

وهل هذا عذر نلقى الله به؟ صحيح أن المشاكل الأسرية لها أثر كبير على نفسية الأولاد، لكنها ليست سببًا لدخول النار.

 

إنها مشاهد تحتاج منا إلى وقفات، فيا ابني... ويا ابنتي...

 

إذا ضاق الصدر، وصعب الأمر، وكثرت المشاكل، وإذا أظلمت في وجهك الأيام، واختلفت الليالي، وتغير الأصحاب، فعليكبالصلاة؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((يا بلال، أقِمِ الصلاة؛ أرِحْنا بها)).

 

إن من أعظم النعم على المسلمين هذه الصلوات الخمس كل يوم وليلة؛ فهي كفارة لذنوبنا، ورفع لدرجتنا عند ربنا، ثم إنها علاجعظيم لمآسينا، ودواء ناجع لأمراضنا؛ قال تعالى﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ  [النحل: 97].

 

يا أولادي... احذروا كل الحذر من التهاون فيها، أو تأخيرها عن وقتها، أو تأديتها مجاملة، أو خوفًا من أحد، فهذا استهزاء باللهوخداع للنفس؛ وقد قال تعالى﴿ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ  [الماعون: 4، 5]، هذا لمن أخرها فكيف بمنتركها؟فاتقوا الله؛ عسى أن تتداركنا منه رحمة، وتنالنا منه مغفرة.

 


أسأل الله أن يجعلنا من المحافظين على الصلاة، وأن يجعل بيوتنا عامرة بالطاعة والعمل الصالح، وحسن الخلق، وأن يصلح لناولكم الذرية، وصلى الله على سيدنا محمد.

الحاجة إلى القبول


 

 أرجوكِ يا أمي تقول فتاةٌ: أمي عنيدة وعصبية وقاسية جدًّا، لا تُحب إلا نفسها، دائمة الصُّراخ وسيئة التعامل، حاولتُ كثيرًا أن أبحثَ عن رضاها، ...