الأربعاء، 28 ديسمبر 2022

يوصيكم الله في أولادكم

 


كم ساعة تستخدم جهازك

 


الضرب وآثاره على الأطفال

                               الضرب وآثاره على الأطفال


أغلبُ الأطفال الصغار يمتازون بالنشاط المفرِط (الشقاوة)، وكثرة الحركة، وذلك لما يتمتعون به من طاقة وحيوية، فهم يُقيمونالدنيا ولا يُقعدونها، لا يستقر لهم حالٌ، دائمو الحركة والتخريب، الصغار يتجنَّبونهم، والكبار يؤنِّبونهم.

 

تقول أم حازم: "ابني عمره 8 سنوات وهو كثير الشغب في البيت وكل مكان، وكثير الأخطاء، وأنا أفقد أعصابي، فأَضرِبهبشكل مبرحٍ، ثم أندم وأجلس أبكي، والمشكلة أنه يكرِّر الأخطاء ولا يؤثر فيه الضرب، بل إنه يضرب زملاءَه في المدرسة، وتأتينيمنه شكايات كثيرة، فهل أنا مخطئة في ضربه، وماذا أفعل مع أخطائه، كيف أعاقبه إذًا؟".

 

إن الضرب سواء كان مبرحًا أو غير مبرح، هو إهانة للطفل، خاصة أن هناك ضربًا يكون معه صراخ وعصبية ورعب، فيكونهذا الضرب نوعًا من أنواع العنف على الطفل، ويُعد إهانة كبيرة، وأقرب إلى الوحشية من التأديب، والذي يؤلِم في الضربِليس الألم الجسدي والصراخ فقط، بل الألم النفسي والشعور بالكراهية والدونية، والشعور بعدم الثقة بالنفس، والشعور بالقهروعدم الأمان.

 

إن ضرب الطفل ليس بالحل المثالي الذي يجب اللجوء إليه؛ لأن نتائجه سلبية مع المدى الطويل، فمن الآثار السلبية لضربالأطفال:

♦ تنمية سلوك العدوانية، فالطفل يصلُ إلى قناعة مُفادها أن الضرب هو وسيلة للتنفيس عن الضغوطات والعصبية، وأن الأقوىيضرب الأضعف، والكبير يضرب الصغير.

 

♦ الضرب قد يكون سببًا في فِقدان الطفل ثقتَه في نفسه، أو في الوالدين.

 

♦ العدوان الجسدي على الأطفال يسبِّب لهم الآلام، وفي بعض الأحيان يؤثر في تحصيلهم العلمي.

 

♦ الضرب عاملٌ أساسي من عوامل المشاكل النفسية لدى الأطفال، وقد يوصل الضرب الطفل إلى المرحلة الانطوائية.

 

تقول أم مريم: "أنا أم لثلاثة أطفال، بنت ١٢ سنة، وولدان أحدهما ٨ سنوات، والآخر عام ونصف، مشكلتي مع ابنتي الكبرىأنني أقوم بضربها ضربًا مبرحًا عنيفًا عندما تعاندني أو تتطاول معي في الحديث، وبعدها أندم أشدَّ الندم على أنني فقدتأعصابي معها، وأظل أبكي طوال الأيام التالية، وأعتذر لها.

 

أشعر أنني أكرِّر معها ما كانت تفعله أمي بي، رغم أنني تعهدت وأقسمتُ على نفسي ألا أكرر ذلك مع أبنائي، ومع ذلك أجدنفسي أفعله، والغريب أنني لا أفعل ذلك إلا مع ابنتي، فلم يحدث يومًا أني ضربت ابني الأوسط بهذه القسوة.

 

أشعر أنني مريضة نفسيًّا، وأنتقم من ابنتي لما كان يحدث بي دون وعي، ورغم أنني ألتمس العذر لأمي؛ لأنها كانت مطلقةوتحمل مسؤولية البيت والأولاد بمفردها، وأنا ظروفي ميسرة، ومع ذلك أعامل ابنتي بنفس أسلوبها معي.

 

أخي الأب وأختي الأم، حتى نتغلب على صفة الضرب، أنصح أولياء الأمور بما يلي:

♦ تدريب النفس تدريجيًّا على ترك الضرب، فالأساليب التربوية مكتسبة من خلال الممارسة، وليس هنالك شيء ثابت غيرمتغيِّر.

 

♦ الحرص على حُسن القول والمعاملة، واللجوء للحوار الذي يغرس القناعات عوضًا عن الضرب الذي لا يولِّد إلا السخط والمزيدمن العناد.

 

♦ الحرص على قراءة الكتب التربوية، ومتابعة المختصين التربويين، والتعرف على مشكلات الأطفال النفسية، فالتعرف عن قُربعلى حدَّة العواقب والآثار النفسية التي تتركها القسوة والضرب على الطفل، وهدم شخصيته، سيكون عونًا لنا على ضبطالانفعالات والبعد عن تفريغ الخبرات السابقة من القسوة.

 

♦ الاستعانة بالمختصين وأصحاب الخبرات الناجحة لبثِّ الشكوى والتحدُّث عن مشاعركما، والتنفيس عن مشاعر السخطوالكبت النفسي الذي وقع من الطفل أو من غيره، وطلب العلاج والمساعدة.

 

♦ بناء جسور صداقة مع الأولاد، وشرح ما تعانونه من ألَمٍ عند حدوث المشاكل والعناد من قِبَلهم.

 

♦ ضبط النفس بالبعد عن الغضب، وتذكُّر ما أوصى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بعدم الغضب، مع نصيحتي لكمابترك المكان الذي تبدأ عنده لحظات الغضب، ثم الوضوء والاستعاذة بالله من الشيطان.

 

♦ وأخيرًاالإكثار من الاستغفار والدعاء، وتقديم النصح للأولاد بهدوء، والتفكير في محاسنهم ومناقبهم لاستشعار الجوانبالإيجابية في شخصيتهم، والإحساس بالرحمة والرأفة كونهم أولادكما وفلذات قلبيكما.

 

أسأل الله العظيم أن يُصلح لنا أنفسنا وأزواجنا وذرياتنا، ويُجمِّلنا بالخلق الحسن وبالعمل الصالح، وصلى الله على سيدنامحمد.

 أرجوكِ يا أمي تقول فتاةٌ: أمي عنيدة وعصبية وقاسية جدًّا، لا تُحب إلا نفسها، دائمة الصُّراخ وسيئة التعامل، حاولتُ كثيرًا أن أبحثَ عن رضاها، ...