الثلاثاء، 6 ديسمبر 2022

هل نضرب الطفل المشاكس؟

 


هل نضرب الطفل المشاكس؟


تتحيَّر بعضُ الأمهات بشأن اختيار طرق العقاب المناسبة للأطفال بعيدًا عن الضرب، أو العقاب البدني، خاصةً المشاكسين منهم، فيتساءل أغلبهن: "كيف أعاقب طفلي؟"، هل الضرب يؤثر على نفسيته وشخصيته؟


من الضروري أن ينشأ الطفل على الانضباط، واتِّباع القواعد، وقوانين المنزل، إلا أنه من غير المحتمل أن يلتزم الطفل بذلك؛ لذا يسعى الوالدان إلى اختيار العقاب المناسب بحسب المرحلة العمرية، حتى يساعد العقاب على تقويم الطفل، وتطوير شخصيته ومهاراته ومشاعره، كما يمكنه من تقييم سلوكياته.

 

تقول إحدى الأمهات التي اعتادت على معاقبة ابنها بالضرب لتعديل سلوكه: "نعم، كنت أضربه باستمرار، وفي كل وقت أواجهه فيه كان يغدو أسوأ مما كان، ويعود إلى السلوك نفسه في نهاية الأسبوع".

 

والسؤال هنا: ما الأضرار المحتملة عندما نضرب الطفل؟ وللجواب على هذا السؤال علينا أن ندرك أن هناك أضرارًا كثيرة تؤثر في شخصية الطفل عندما يتعرض للضرب المستمر وخاصة القاسي؛ ومنها:

 شعور الطفل بعدم الانتماء للأسرة، وتزايد مشاعره الغاضبة تِجاهها.

 

 يكون أكثر عرضة للتعرف على أصدقاء السوء.

 

 يكون أكثر عرضة لتبني سلوكيات جريئة ومتهورة وغير أخلاقية؛ كتعاطي المخدِّرات.

 

 الإصابة بتغييرات سلوكية سلبية؛ كرغبة الطفل في ممارسة العنف الجسدي على الغير، أو يصبح الطفل سليطَ اللسان.

 

 نتيجة للعقاب الجسدي يُعاني من حالة كره تِجاه المجتمع، وعدم الاتِّزان العاطفي في علاقته مع الناس.

 

 ضعف مستواه الدراسي، وانعدام قدرته على التركيز؛ مما يؤدي إلى الهروب والعزوف عن الدراسة.

 

 خلل في علاقاته وتواصُله مع أقرانه في المدرسة، وإخوانه، وجيرانه، وأقاربه.

 

 تصبح شخصية الطفل غير متزنة عاطفيًّا ونفسيًّا، ويعاني من نوبات اكتئاب، أو نوبات بكاء، أو نوبات انفعالية شديدة.

 

 يصبح عنيدًا، متهورًا، متسرعًا، مؤذيًا، غير عقلاني، محبًّا للمشكلات.

 

 الشعور بالغربة، وانعدام الشعور بالأمان.

 

 أكثر عرضة للإصابة بالاضطرابات النفسية، والقَلَق والرُّعْب، والفوبيا، والتوتُّر.

 

أيها الآباء وأيتها الأمهات عليكم جميعًا أن تتعلموا طرقًا أكثر فعالية لتأديب وضبط سلوك الطفل، فإذا كنتم تجهلون هذه الطرق أو الاستراتيجيات، يجب عليكم طلب المشورة، فلا ضرر في طلب المساعدة، فمن الظلم التخلي عن المسؤولية كوالدين عن طريق الإضرار بالطفل جسديًّا أو نفسيًّا.

 

ومن هذه الطرق والوسائل:

 خصِّص وقتًا للجلوس مع الطفل، واللعب معه، وتعليمه بعض الآداب والقِيَم والأخلاق.

 

 اجعل له قدوة من السلف الصالح، وذلك بالقصص التربوية النافعة من سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وقصص الصحابة والتابعين.

 

 امدح سلوكياته الطيبة والحميدة؛ فإن المدح يجعل الطفل يلتزم ويعتاد هذه السلوكيات.

 

 أشبعه عاطفة وحبًّا بالكلمة الطيبة، واللمسة الحانية، فهذه تجعله يستحي من فعل الأخطاء، وتجعله يندم على فعلها، ثم يعتذر إليك.

 

 اشرح لطفلك: ما الخطأ والصواب؟ لعله فعل هذا السلوك وهو لا يدرك مدى الضرر الذي سبَّبه لك ولغيره.

 

 استخدم عقابًا لا يؤثر ولا يهدم أخلاقًا وقِيَمًا؛ بل يكون الهدف منه إشعاره بالخطأ الذي وقع فيه؛ مثل: تصليح ما أفسده، الاعتذار لمن أخطأ في حقه، حرمانه من الحلوى أو الجوال.

 

أسأل الله العظيم أن يُصلح لنا ولكم الذرية، وأن يجعل أولادَنا هُداةً مهتدين غير ضالِّين ولا مُضلِّين، وصلى الله على سيِّدنا محمد.

 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 أرجوكِ يا أمي تقول فتاةٌ: أمي عنيدة وعصبية وقاسية جدًّا، لا تُحب إلا نفسها، دائمة الصُّراخ وسيئة التعامل، حاولتُ كثيرًا أن أبحثَ عن رضاها، ...