الاثنين، 30 مايو 2022

الأسرة بين الصبر والرضا


 

الأسرة بين الصبر والرضا


أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أعلانا منزلة أعظمُنا صبرًا، ومن استرجع واحتسب مصيبته، كانت له ذخرًا ومنزلة عالية يوم القيامة، وأن هذه الدنيا لا تخلو من المصائب والمحن والرزايا، ولا ينتظر فيها الصحيح إلا السقم، والكبير إلا الهرم، والموجود إلا العدم، وأن الله جل وعلا كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة؛ كما ورد ذلك في حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، قال: وعرشه على الماء))؛ [رواه مسلم].

 

فلمَ الجزع والسخط، والله جل جلاله هو المدبر والمصرِّف في كل الأمور والأحوال، وأن كُرَب الزمان وفقد الأحبة خطب مؤلم، وحدث مفجع ومهول، وأنها تُحدِث في الجوف نارًا مستعرة، وحرقة لا تنطفئ.

 

ولكن المتأمل بالآيات الكريمات، والأحاديث الشريفة، يجد فيها تسلية للنفس، ورضاءً للمكتوب، وطمعًا للأجر والثواب من الله العلي القدير.

 

فلو تأمل المصاب بمصيبته أنها لم تكن في دينه، وتلك هي المصيبة الحق، وأنها لم تكن أعظم مما كانت، وكذلك أن الأجر لها بعد الصبر والاحتساب، تبلغك منزلة في الجنة لن تبلغها بعملك، لرضيَ واطمأنت نفسه، وحمد الله على ما قضى وقدر.

 

قال الله تعالى: ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ﴾ [الحديد: 22]، وقال عز وجل: ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾ [الشورى: 30].

 

وفي الحديث الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا فقال: يا غلام، ألَا أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رُفِعتِ الأقلام، وجفَّـت الصحف))؛ [رواه الترمذي].

 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم؛ فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط))؛ [رواه الترمذي].

 

وعن صهيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عجبًا لأمر المؤمن؛ إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر؛ فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر؛ فكان خيرًا له))؛ [رواه مسلم]، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ((إن الخير كله في الرضا، فإن استطعت أن ترضى وإلا فاصبر)).

 

قال علي رضي الله عنه: "الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، ولا إيمان لمن لا صبر له".

 

أيها الزوجان، إن الشدائد والابتلاءات تبين الزوجين الصالحين من غيرهما، وتظهر عن معدنهما النبيل، وأصلهما الطيب الصادق، فالله تعالى يحب ويبشر الصابرين، والصبر درجة عالية لا ينالها إلا من وفقه الله.

 

فقد مر النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة تبكي ابنًا لها على قبره، فقال لها: ((اتقي الله واصبري))؛ [أخرجه مسلم]، ولما أرسلت ابنته زينب له صلى الله عليه وسلم أن ابنها يُحتضَر قال لها: ((إن لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده إلى أجل مسمى، فاتقي الله واصبري))؛ [أخرجه البخاري].

 

وقرين الصبر الرضا بما قدره الله وكتبه، وإيكال أمرهما لربهما، وانظر إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم للمرأة التي فقدت ابنًا لها فقال لها: ((إنما الصبر عند الصدمة الأولى))؛ [رواه البخاري]، إنه الرضا الذي يجعل عندها القليل كثيرًا، فكلما اشتد ضيقها حمدت الله بقلب راضٍ، حينئذٍ تشعر بالراحة وسعة الصدر والتفاؤل، فإنها تعلم أن ما عند الله خير؛ يقول صلى الله عليه وسلم: ((عجبًا لأمر المؤمن؛ إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر؛ فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر؛ فكان خيرًا له))؛ [رواه مسلم].

 

إن الرضا في الملمات والأزمات يذيق المرء طعم الإيمان ويصلب عوده، ويجيزه من العقبات، ومن الرضا عدم الشكوى للناس، والقناعة بالقليل، والاستبشار بالقادم.

 

أسأل الله أن يرزق كل مبتلًى الصبر والرضا، وأن يجعل بيوتنا عامرة بالطاعة والعمل الصالح وحسن الخلق، وأن يصلح لنا ولكم الذرية، وصلى الله على سيدنا محمد.


الصلاة الصلاة يا ولدي


 

من يشاهد هذه الأفلام ؟


 


الاستشارة:

سعادة المستشار الكريم/ هذه استشارة من مسترشد/ة نعرضها لكم للرد عليها مع الشكر..
عنوان الاستشارة :من يشاهد هذه الأفلام ؟

اسم المسترشد:محمد
نص الاستشارة :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اكتشفت أفلام خليعة في جهاز الكمبيوتر ! وعندي بنت عمرها 15 وولد عمره 13 بس ما أعرف منو فيهم يشوف هذي الافلام بس أنا أريد أعرف من الي يشوف هذي الافلام ما أعرف كيف اتصرف ارجو المساعده



الرد على الاستشارة:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .... حياك الله يا أخي وأسأل الله أن يصلح لك ذريتك .
بداية أعجبني كثيرا حلمك وعدم استعجالك في اتخاذ القرارات السلبية التي بسببها تكبر المشكلة ولا تنتهي ، وكذلك ثقتك بإخوانك في موقع المستشار .... وبإذن الله تجد ما يعينك في حل مشكلتك .
أولا /
أين أساس المشكلة ؟... في نظري الواجب على ولي الأمر عند ترك الأجهزة الإلكترونية لدى الأولاد سواء كان ( حاسب آلي ، جوال ، آيباد ، بلاي استيشن ) المتابعة بين فترة وأخرى لها ، ثم وضع برامج الحماية ، والتقليل من استخدامها ، ووضع برامج نافعة ، والجلوس معهم واللعب معهم ، ..... ) وغيرها من الاحترازات .
ثانيا /
الحوار مع الجميع عن ( بالحب والنصيحة والهدوء ) عن سلبيات الأجهزة الإلكترونية ، وكيف تؤثر على مستخدمها من ناحية ( العقيدة ، الأخلاق ، الصحة ، الأمن ....) وغيرها ، ثم التحدث عن الإيجابيات وكيف ساعدت الطلاب علميا وتربويا .
ثالثا /
الجلوس مع ( البنت والابن ) كل على حدة والحديث معهما عن هذه الأفلام ( هل أنت صاحبها؟ ، ما رأيك ؟ ، وما الأسباب ؟ ، ما العلاج ؟ ) .
رابعا /
سواء اعترف أحدهما أو أنكر ( الرسالة وصلت إليهما ) , وعرفا أنك لا ترضى بهذا العمل .
خامسا /
الجلوس مع الجميع ووضع قوانين منزلية تتعلق بالأجهزة الإلكترونية ومنها ( الحاسب الآلي ) في ( الوقت ، البرامج ، طريقة الاستخدام ، العقوبة لمن يسيء استخدامها .... ) .
سادسا /
تكليفهما ببعض البرامج والواجبات في الحاسب الآلي في ( الوورد ، البوربوينت ، الاكسل ... ) ثم تطلب منهما حضور دورات في ذلك ، مع وضع جوائز للمتقنين والفائزين .
سابعا /
الحرص على الصحبة الصالحة ، وشراء برامج تربوية ، مع احترام الأولاد ، والصداقة معهما  .
ثامنا /
ليس الهدف من المشكلة هو معرفة من الفاعل وإنما علاج المشكلة ، سواء كان عند الابن أو البنت .
أخيرا / أسأل الله أن يقر عينيك بهما وأن تراهما أولادا صالحين نافعين لأنفسهما وبلادهما ، وصلى الله على سيدنا محمد .





الأسرة والابتلاء بالخيانات الزوجية


 

الأسرة والابتلاء بالخيانات الزوجية


الخيانةُ الزوجة هي علاقة غير شرعية يُقيمها أحدُ الزوجين مع طرفٍ ثالث، وهي لا تقتصر فقط على الزنا، بل إن إقامة أي علاقة تتجاوز حدودَ الشرع يُمكن أن تعتبر نوعًا من الخيانة وإن كان أشدها العلاقات الجسدية المحرمة.

 

والخيانة الزوجية إذا حصلت، ففي الغالب تكون نتيجة تراكُم عدة أسباب وليس لسببٍ واحد منفرد، ويبقى أن أهم أسباب وقوعها ضَعف التدين ومراقبة الله لدى المرء، فالأسباب الأخرى كلها يمكن السيطرة عليها تقريبًا إذا تَم التعامل معها بشكل إيجابي، ويبقى أنه مهما كان الإنسان يعاني من مشكلات ومن نقائص، فمما لا شك فيه أن الدافع الديني له دورٌ كبير جدًّا في الوقاية من الوقوع فيما يغضب الله، فالإحساس برقابة الله والخوف من عقابه والرغبة في ثوابه، لها الأثر الأكبر في السلوك الإنساني إذا كانت متمكنة في نفس صاحبها.

 

والخيانة لها آثار كبيرة على الأسرة؛ منها:

 تؤدي إلى دمار الأسرة، فيحدث الطلاق إذا اكتشف الطرف الآخر الخيانة.

 

 تؤدي إلى القتل وبالذات إذا كانت الزوجة هي الخائنة، فمسائل الشرف والعفة حساسة جدًّا في مجتمعاتنا وشرعنا، فقد يقتل الرجل زوجته إذا اكتشف أنها تخونه.

 

 فِقدان التوازن العاطفي والنفسي بين الزوجين، وفقدان الثقة التي هي من أهم أسس النجاح في العلاقات الزوجية.

 

 التقليد والمحاكاة، وما يتبع ذلك من انتشار للفاحشة، فقد تقلِّد البنت أمَّها وتقيم علاقات إذا علمت أن أمها لديها علاقات جنسية مثلًا، وقد يفعل الشاب نفس الأمر إذا وجد والده يخون أمه وهكذا.

 

ويمكن علاج هذه الآفة بالنقاط التالية:

 تنمية الوازع الديني والرجوع إلى الله والتوبة من هذه القبائح.

 

 تقليل التعرض للفتن المثيرة للغرائز بوسائلها المختلفة.

 

 التعرف على المشكلات الزوجية في وقت مبكر والاهتمام بها، ومحاولة حلها بطرق إيجابية وليس بالسكوت أو التغاضي عنها.

 

 اعتراف صاحب المشكلة بمشكلته والبحث لها عن حلٍّ بدل الإنكار أو التمادي؛ مما يجعل الطرف الآخر يلجأ لغيره لإشباع رغباته.

 

 الاهتمام باختيار الزوجة الصالحة والزوج الصالح، وعدم تغليب الجوانب المادية في مقومات الاختيار.

 

أسألُ الله أن يجعلَ بيوتنا عامرةً بالطاعة والعمل الصالح، وحُسن الخلق، وأن يصلح لنا ولكم الذرية، وصلى الله على سيدنا محمد.



ياولدي احفظ الله يحفظك

 



لا يصرف علينا


 

الاستشارة:

نوع الإستشارة : أسرية
هل حصلت على استشارة : لا
الجنس: انثى
العمر: 49سنة
البلد: الجزاىر
الترتيب بين الأبناء : 2
عدد أفراد الأسرة : 6
مستوى الدخل : حسن
الحالة الاجتماعية: متزوجة وام لاربع بنات

نص الإستشارة:
انا متز وجة من20سنة. من زوجي. متقاعد. من الجيش. وانا عاملة طبيبة. عامة. راتبي. ممتاز كنت اساعد. زوجي. في كل. شيئ مصروف. البيت. ملابس. بناتي. لوازم الدراسة. قل. كل. شيئ وساعدته. حتى. في. شراء. السيارة. المنزل. وهو. في. المقابل. لايصرف. على بناته. من. ناحية. الملابس. ومصاريف. الدروس. الخصوصيةحتى. انا. لايصرف. عليا. ولاشيى. يقوم. بطلب. الفلوس. وان لم اعطيه. يتسبب. في السجار. ويقوم. بتهديدي. بالطلاق. حتى. اصبحت. اكره. هاته. الكلمة. وصغر. هو في. عيني. لايعترف بالجميل يبعث. لاهله. الفلوس وانا اقوم بمصاريف البيت كله. حتى. كرهت. حياتي. من هذا التصرف واضطر احيانا للخروج من البيت ولكن. لاجل. بناتي اتراجع والله لم. اجد معه. حلا. ارجو النصيحة


الرد على الاستشارة:

حياك الله يا أختى … وأشكرك على حسن ظنك بإخوانك في موقع المستشار ، وأسأل الله لك كل خير وأن يفرج همك ويصلح لك زوجك وذريتك . بداية… قبل التفكير في تغيير الزوج أو الحالة التي أنت عليها لابد من الوقوف على بعض النقاط وأهمها : - أن الهادي هو الله … الهداية والتغيير ليس بيدي ولا بيدك وإنما بيد الله سبحانه ، ونحن مطالبون فقط بفعل الأسباب وتبقى الهداية بيده سبحانه ، قد يتأخر التغيير أو لا يكون وذلك لحكمة عند الله نحن لا نعلمها ، فقد يكون ( ابتلاء ، رفع منزلة ، كفارة ذنوب ، دفع شر ، …. ) وغيرها من الحكم ، لذا فكري بفعل الأسباب فقط واتركي النتيجة لما يقدره الله . - اهتمي بصحتك ، أكثر من اهتمامك متى تتغير المشكلة, قد نخسر صحتنا ونصاب بالأمراض بسبب القلق والتوتر والتفكير السلبي ، لذا أنت محتاجة إلى التفاؤل والرضا مع الرياضة والضحك . - عند التفكير في اتخاذ أي قرار فكري في سلبياته وإيجابياته بالنسبة لك ، فقد يكون أخف الضررين ، الصبر أو الرضا مع هذا الزوج أفضل من فتح باب فيه مشاكل أكبر مما أنت فيه الآن ، وقد يكون الطلاق والفراق هو الأنسب لك ولصحتك وبناتك . - عند النفقة والصرف على البيت فكري بقاعدة الثلث : ( ثلث ادخار ، وثلث مصروف ، وثلث لسعادتك ) . - لا تركزي فقط على النفقة وفكري : ( هل النفقة هي الحل الوحيد ، هل ستنتهي مشاكلك لو كان ينفق على البيت ، فكري في جميع الاتجاهات فقد تكون هناك إيجابيات أو سلبيات يمكن التركيز عليها غير هذه ) . - حاولي أن تتقربي أكثر من زوجك وتعرفي على ما يحب وما يكره ، قد يتألم هو من بعض تصرفاتك مما يجعله يعاند ويبتعد عنك ، فلو تم الحوار والتفاهم بهدوء لعلك تصلين إلى الحل . - عليك بالدعاء الصالح بصلاحك وصلاحه وصلاح الأسرة. أسأل الله أن يوفقكما لكل خير , و يجمع بينكما على طاعته . وصلى الله على سيدنا محمد .










السبت، 28 مايو 2022

التربية بالحب


 

الأسرة والابتلاء بالحرمان العاطفي


 

الأسرة والابتلاء بالحرمان العاطفي

 

الحرمان العاطفي هو الفجوة التي يشعُر بها الفرد ذكرًا أو أنثى عندما لا يجد من يفيض عليه حنانًا وعطفًا وحبًّا من الآخرين، خاصة ما يكون بين الزوجين وبين الأولاد ووالديهما.

 

والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ضرَب لنا أروع الأمثلة في تحقيق الإشباع العاطفي لزوجاته، فقد كان يقدِّر المرأة بوصفها زوجةً مسؤولة ويوليها عناية فائقة، فتجده يواسيها ويُكفكف دموعها، ويقدِّر مشاعرها، ويسمع كلامها وشكواها، ويُخفف أحزانها؛ تقول عائشة رضي الله عنها: (كنت أشرب وأنا حائض، ثم أُناوله النبي صلى الله عليه وسلم، فيضع فاه على موضع في، فيشرب وأتعرَّق العرق، وأنا حائض، ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فِي)؛ رواه مسلم، وكان يخرج معهنَّ ليلًا للحديث، كما كان يساعدهن في أعباء المنزل وأعظم من ذلك كلِّه حين يشهر ويعلن حبَّه لزوجاته، قال يومًا عن خديجة: إني رُزقت حبها، وكان يقبِّل وهو صائم ويتطيب في جميع أحواله، كما أنه لم يضرب امرأة قط ولا أكثر من كونه يواسيها عند بكائها.

 

كانت صفية رضي الله عنها في سفر وكان ذلك يومها، فأبطأت في المسير، فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تبكي وتقول: حملتني على بعير بطيء، فجعل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يمسح بيديه عينيها ويُسكتها.

 

وتتلخص مظاهر الحرمان العاطفي في انخفاض درجة التواصل الفكري والوجداني والعاطفي والجنسي بين الزوجين، والإهمال بصوره المتعددة، وكذلك عدم تعامل أحد الزوجين مع الآخر بأسلوب المودة والرحمة أو الالتزام بأداء الحقوق والواجبات، وعدم الاهتمام بمطالبه وحاجاته ومشكلاته؛ مما يسبب مثل هذه السلوكيات عن البحث عن الحب والحنان خارج نطاق الزوجية بسلوكيات محرَّمة.

 

أما عند الأطفال، فالحرمان العاطفي يسبِّب لهم خللًا نفسيًّا نتيجة لما يُخلِّفه من الخوف والقلق والتوتر والنظرة الدونية للذات، كما يسبب خللًا في السلوك يتمثل في الكذب والسرقة والعنف والشذوذ، وأيضًا خللًا شخصيًّا يتمثل في الصراع الحاد بين العزلة والانطواء والعدوانية والعنف التي قد يلجأ إليها الأطفال بوصفها حيلًا دفاعية لإثبات وجودهم، فالحرمان يجعل من الأطفال كتلًا من جحيم متوتر متهور قابل للانفجار عند أول احتكاك، كما أن الأطفال الذين يعانون الحرمان لا يسلمون من العاهات الجسدية المتمثلة في الحركات اللاإرادية، سواء الخاصة بهز الرأس أو الجسم أو الأرجل والأيدي، ورعشة الجفون وقضم الأظافر، ومص الإصبع وصولًا للتلعثم في الكلام والتبول اللاإرادي.

 

ولكي لا يحدث الحرمان العاطفي، لا بد من أن يراعي كلا الطرفين الكثير من احتياجات الطرف الآخر، وخاصة العاطفية منها، وهذه خمس نصائح:

الحوار الودود: لا بد من توجيه الحوار بشكل ودود إلى الطرف الآخر، ومدح إيجابياته، والإصغاء الجيد لمشاكله والتعاطف معه ومساندته.

 

الابتعاد عن الملهيات: عندما يكون الزوجان برُفقة بعضٍ، سواء في المنزل أو خارجه، كما يجب الابتعاد عن جميع الملهيات كالهاتف مثلًا، وأن يصب جلَّ اهتمامهما على ما يقال، مع مشاركة الآخر وجدانيًّا وعاطفيًّا بكل ما يفعل.

 

الاهتمام بمشاكله: بعد يوم طويل من العمل، يحتاج كل طرف لمن يريحه ويصغي لشكواه، إذ يمكن للزوجين الإصغاء لمشاكل الآخر وشكواه ومواساته وتوفير جوٍّ من الراحة ينسيه متاعبه.

 

المشاركة في اهتماماته: ليس من الضروري أن تقوم المرأة أو الرجل بنفس النشاطات التي يقوم بها الطرف الآخر، ولكن مجرد إظهار الاهتمام بهذه النشاطات والمشاركة الرمزية بينهما، سيحدث فرقًا واضحًا لديهما وينشر جوًّا من الود والسلام بينهما.

 

ترك هامش من الحرية للطرف الآخر: من الضرورة بمكان أن يترك كل طرف هامشًا من الحرية لبعضهما، ليتمكن من القيام بنشاطاته الخاصة، وممارسة بعض الهوايات التي يحبها من دون تدخل الآخر، فهذه المساحة من الحرية الشخصية تعيد التوازن للعلاقة بين الزوجين، وتضمن عدم الشعور بالضجر والملل، وتضخ الدماء الجديدة في علاقتهما بين الفينة والأخرى.

 

أسأل الله أن يُصلح بين كل زوجين، وأن يرزُقهما كلَّ خير، وأن يجعل بيوتنا عامرة بالطاعة والعمل الصالح وحسن الخلق، وأن يصلح لنا ولكم الذرية، وصلى الله على سيدنا محمد.



تغيّرت أنا ولم يتغيّر هو !!


 

الاستشارة:

هذه الاستشاره من المسترشده(ام عادل, العمر:30-39, البلد:السعوديه-الوسطى-, المستوى التعليمي:ثانوي, المهنه : ربة منزل)


زوج لا يصلي ولا يصوم ويدخن ويحشش عصبي على اتفه الاسباب يضرب وممكن يضرب باي شيء قدام عينه ماعنده استعداد للنقاش وانا الزوجه الثانيه كثير ناس قالوا انه مايصلح يكون زوج قبل الزواج قلت يمكن اقدر اغيره لكن للاسف تغيرت انا

ما اقول اني كامله فيني اخطاء لكن غيرت اشياء كثير فيني عشانه واللي يحز بنفسي يغلط ويجي كانه ماصار شي دايم يتهمني اني ما ابي اخوانه ويشهد الله قد ما يحرقو دمي بكلام وحركات اسكت واقول الا قطع الرحم

فكرت اترك البيت واشيل اولادي دايم يهددني فيهم لاني ما قدر اعيش من دونهم تعبت من التفكير لاني قادره اشتكي لاهلي عشان ماتصغر صورته في عيونهم لكن تعبت ارشدوني جزاكم الله خير


الرد على الاستشارة:

حياك الله يا أختي .... وأسأل الله أن يفرج همك ويصلح لك نفسك وزوجك وأولادك .
بداية يا أختي .... الزواج لا يخلو من المنغصات والمشاكل .... لكن هناك بعض المشاكل ممكن حلها والبعض تخفيفه والتأقلم معه ... وهناك بعض المشاكل التي لابد من الوقوف أمامها ... لأن الخوف من المستقبل أكبر ... قد تصبرين الآن لكن قد تكبر المشكلة كل يوم حتى تتفاقم ثم لا نستطيع حلها أو أن يكون الأولاد ضحية لها .
لذا أنصحك بالتالي :
- أخبري أقرب شخص لك من الرجال ( الوالد ، أخ ) عن المشكلة بكاملها واطلبي منه بعض الحلول .
- اطلبي منه أن يناقش الزوج عن الأخطاء دون الدخول في مشكلة الحشيش .
- إذا لم يتغير إذهبي لبيت الوالد دون علمه وخذي معك الأولاد ... ولا تعطينه الأولاد إلا عن طريق المحكمة .
- إذا حاول إرجاعك لا ترجعين إلا بالإصلاح ... وهنا تذهبين معه إلى أحد مراكز إصلاح ذات البيت ... ولا ترجعي إلا بكتابة الشروط بينكما ثم التوقيع عليها من قبلكما والمصلح .
- إّذا رفض الذهاب للمصلح اصبري في بيت أهلك ... حتى وإن أخذ الأولاد بأي حيلة .... لا ترجعي .
- لا تتواصلي معه في هذه الفترة مهما صار .... وإذا طلب منك الحوار والنقاش أو التهديد قولي له تفاهم مع ( والدي أو أخي ) " حسب من أخبرتيه بالمشكلة " ... هو المسؤول عني .
- أنصحك يا أختي بالتواصل مع الهاتف الاستشاري حتى نستطيع متابعة مشكلتك أول بأول .

والله أسأل أن يصلح لك نفسك وزوجك وأولادك .... وصلى الله على سيدنا محمد .


الخميس، 26 مايو 2022

أحبك يا ولدي


 

الأسرة والابتلاء بالمرض




الأسرة والابتلاء بالمرض


إن الله تعالى لم يخلق شيئًا إلا وفيه نعمة، فلولا أن الله خلق العذاب والألم لما عرف المتنعمون قدر نعمة الله عليهم، ولولا الليل لما عُرف قدر النهار ولولا المرض لما عُرف قدر الصحة والعافية.

 

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ـ قال: قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم: (ما يصيب المسلم من نصبٍ ولا وصب، ولا هم ولا حزن، ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه)؛ رواه البخاري، وهذا الحديث فيه دليلٌ على أن المرض النفسي كالمرض البدني في تكفير السيئات؛ لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال في الحديث: (ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب)، والنصب هو التعب، والوصب هو المرض، وهذه أشياء بدنية، ثم قال: (ولا هم ولا حزن.. ولا غم)، وهذه أشياء نفسية، فالهموم والأحزان والغموم، وهي أشياء نفسية يكفر الله عز وجل بها من الخطايا والذنوب كالأمراض البدنية.

 

ومعاناة الأسرة لا تقل عن معاناة المريض، وقد تزيد في بعض الحالات، فبعض الأمراض تسبب ألَمًا فظيعًا لصاحبها وللزملاء والأسرة والجيران، حياتهم تتغير وتختفي مع المرض، فبعد أن كانت الأسرة تنعم براحة البال والهدوء النفسي والاستقرار العائلي، حل مكانها الشقاء والتعب والخوف والقلق والتفكير في إيجاد الحلول للمرض، فهي تستسلم للمرض وتعزل نفسها عن المجتمع، فلا زيارات ولا أسواق ولا مناسبات، فقط تنقلات من مستشفى إلى آخر.

 

تقول ياسمين: ابني سيف الذي رزقني الله إياه بعد 7 سنوات، كان حلمي وأملي بالحياة، لكن منذ ولادته وهو يعاني الضعف المستمر وصعوبة في التنفس، ذهبنا به للكثير من الأطباء في محاولة لمعرفة المشكلة وأسباب المرض المتزايد، عرفنا بعدها أنه يعاني من متلازمة شون وهو مرض خلقي نادر في القلب وعيوب في البطين الأيسر من قلبه، كنت والله راضية بما كتبه الله لابننا، وكان الخوف والقلق دائمًا معي بشكل كبير في كل مرة يخضع ابني لعملية جراحية، جميع العمليات التي خضع لها ابني كانت خطيرة ومستحيلة في بعض الأوقات، خاصة أنه كان صغير العمر، ونسبة النجاح لا تتعدى الكثير، أنظر للمستقبل بشكل مختلف وأمل وتفاؤل، ابني هو مستقبلي وسأفعل الكثير من أجله؛ كي يعيش بصحة جيدة وحياة طبيعية وسعيدة ومنتجة، معتمدًا على الله ثم على نفسه.

 

يا إخواني، ويا أخواتي، المرض لا يَسْلم منه بشر، ولا ينجو منه أحد، وهو يختلف من شخص لآخر، ومن مرض لمرض، فما على المسلم إلا أن يصبر على ما أصابه، ويضع نصب عينيه الجزاء العظيم للصابر على مرضه، ويطلب علاجه عبر الوسائل المشروعة، ويسأل الله دائمًا العفو والعافية، فعن أم العلاء رضي الله عنها قالت: عادني رسول الله وأنا مريضة فقال: (أبشري يا أم العلاء، فإن مرض المسلم يذهب الله به الخطايا، كما تذهب النار خبث الذهب والفضة)؛ [أبو داود وحسنه المنذري].

 

أيها الأخ الكريم، العافية للمؤمن خيرٌ من البلاء والمرض، ولذلك فلا يجوز للمسلم أن يتمنى المرض؛ لأنه قد يُبتلى بما لا يطيقه، وقد لا يستطيع الصبر عليه، فيتسخط من قدر الله ـ سبحانه ـ بل ربما ساقه ذلك البلاء إلى الكفر والعياذ بالله، وقد علمنا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن نسأل الله ـ تعالى ـ دائمًا العفو والعافية، وكان من مشهور دعائه ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (اللهم إني أعوذ بك من البرص والجنون والجذام وسيئ الأسقام)؛ رواه الترمذي.

 

أسأل الله أن يُبعد عنا وعنكم سيئ الأمراض، وأن يجعل بيوتنا عامرة بالطاعة والعمل الصالح وحسن الخلق، وأن يصلح لنا ولكم الذرية، وصلى الله على سيدنا محمد.



أخجل من قرب أمي الحنون

 


الاستشارة:

هذه الاستشارة من المسترشدة(الاسم: غاده , العمر:19-22, البلد: السعودية - الوسطى, المستوى التعليمي: طالب جامعي, عدد أفراد الأسرة:9 , الترتيب بين الأبناء : 3 ,      مستوى الدخل: ممتاز)

أنا ابنة امي الوحيدة من بين 5 اولاد أمي افضل ام تتمناها اي بنت او ولد والحمدلله لكن المشكلة مني علاقتنا منذ كنت صغيره قوية جدا حتى وصلت للثانوي وبدأت تضعف والان انا عمري 19 سنة في الجامعة وعلاقتنا عادية جدا تكاد تكون سطحية !

لا استطيع مصارحتها باي موضوع وأمي حنونه وتحب ان احضنها واقبلها وانا اكره هذه الاشياء ، بالاضافة الى انها طبيعة فيني فانا خجولة ايضاففي ليلة ستسافر فيها هي من تودعني تلميحا لي لاقوم بتوديعها لكني لا استطيع ان اودعها الا بكلمة عادية وبجمود وعندما تذهب احس بالندم لعدم اسعادي لها

( لانها اهم شخص في حياتي واحبها كثيرا وتحاول اسعادي دائما لكن لا تعجبها ردات فعلي دائما بالاضافة الى ان نفسيتي متقلبة طوال اليوم ويضايقها هذا كثيرا لذلك تصرخ في وجهي وتطلب مني الابتسامة وان اكون في وضع افضل ولكني ازداد اذا قامت بالصراخ لا اعلم هل هو عناد ام (كرامتي لا تسمح) )


الرد على الاستشارة:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... حياك الله يا ابنتي ... وأسأل الله أن يبارك لك في عمرك وفي أسرتك .
أعجبني في البداية ثناؤك على والدتك وحبك لها .... لكن يا ابنتي أريدك أن تتعرفي على بعض المعلومات ومنها :
1 - لابد عند التعامل مع الناس وخاصة الأقرباء معرفة الخصائص النفسية وما الذي يرضيهم ويسخطهم ، حتى نستطيع التعامل معهم وكسب قلوبهم ، فالشيء الذي ترينه عاديا قد يكون عند المقابل ليس عاديا بل وصعبا على قلبه .
2 -تذكري الأجر الكبير عند إدخال السرور على قلب المؤمن ... فما بالك عندما يكون إدخال السرور على الوالدين فالأجر أكبر عند الله .
3 - أنت فتاة وغدا بإذن الله ستكونين زوجة ثم أم ، ولذا تذكري أن الأم تحب أن تكون في نظر أولادها هي الأغلى من ناحية الحب والاحترام ، فهل ترضين أن يفعلوا أولادك في المستقبل مثل ذلك معك .
4 - أنت أنثى والأم أنثى وبقية الأسرة من الذكور ، فأنت أعلم بعواطف ومشاعر الأنثى ، فلا تجرحي هذا القلب الطيب الحنون .
5 - كلنا تصيبه بعض المشاعر والأحاسيس المتبلدة ضد الغير ، لكن هذا لا يعني الاستسلام لها ، بل متى ما شعرت بالخطأ ثم الندم، ارجعي لها بسرعة وقبليها وقبلي يديها .
6 - احمدي الله على وجود الأم معك الآن قبل أن تفقديها ، أخشى غدا بعد الموت أن تتمني الجلوس معها والضحك وتقبيل يديها فلا تستطيعي ، فلا تضيعي الفرصة يا ابنتي قبل فواتها .
7 - رسالتك هذه تدل على معدنك الأصيل ، فتقدمي يا ابنتي وابدئي حياة جديدة ملؤها الحب مع والدتك ، فأنت بإذن الله شجاعة وقادرة على تغيير نفسيتك .

بارك الله لك ولأسرتك ، وزاد الحب والمودة بينكم جميعا وصلى الله على سيدنا محمد .


إلى كل عقيم


 

الأسرة والابتلاء




الأسرة والابتلاء


الابتلاء سُنة من سنن الله في الأرض، يُميز بواسطته بين العبد الشاكر الحامد له الراضي بقضائه وقدره، المؤمن بحكمة الله وتصرفه في خلقه؛ لأنه يعلم بأنه في الأول والآخر عبد لمولاه يفعل فيه ما يشاء، ولا يستثني الله من سننه الكونية أحدًا، فمن المؤمنين من يصبر ويحتسب الأجر عند ربه، ومنهم من يضيق صدره، قال سبحانه: ﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴾ [العنكبوت: 2، 3]، وقال الله تعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 155 – 157].

 

وأكمل الناس إيمانًا أشدهم ابتلاءً، فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم من أشد الناس بلاءً؟ قال: "أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صُلبًا اشتد به بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتُلي على قدر دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة"؛ أخرجه الإمام أحمد وغيره.

 

والأسرة كغيرها من المجتمع تعاني من الابتلاء كغياب الزوج، أو مرض الأولاد، أو الفقر، أو المشكلات الزوجية، أو البعد عن الأهل والديار، أو فساد الزوج والولد أو غيرها، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله، حتى يلقى الله وما عليه خطيئة"؛ رواه الترمذي.

 

وتختلف ردود الأفعال من كل أسرة تجاه ما تبتلى به، فبعضها ينكسر، وربما تسبب بلاؤها في تفرُّقها وتشرذمها، أو في انحراف بعض أفرادها، وغالبًا ما يقع هذا على الأولاد، وربما كان بلاؤها سببًا في ثباتها وصمودها ونجاحها وإنجازها، وتقدم أفرادها على المستوى الإيماني والسلوكي، والمستوى الحياتي أيضًا.

 

والابتلاء ليس انتقامًا من العباد، ولا محاولة لكسر عزائمهم كما يعتقد البعض، فقد يكون الابتلاء للتكفير عن الذنوب وتطهير النفوس، أو لرفع الدرجات وزيادة الحسنات، وقد يكون للتذكرة بالآخرة؛ يقول الله تعالى: ﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴾ [العنكبوت: 2، 3].

 

وعن أبي سعيد الخدري وأبي هُريرة - رضي الله عنهما - أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما يصيب المؤمن من وصب، ولا نصب، ولا سقم، ولا حزن، حتى الهمُّ يُهَمُّه، إلا كفر به من سيئاته".

 

لذا ينبغي على كل مسلم مبتلى ألا يكون تصرفه حيال الابتلاء هو التسخط والجزع في حالة الشدة، أو الاختيال والفخر في حالة اليسر والدعة والسعة، بل ينبغي على المبتلى أن يبحث في نفسه وأحواله، ليعلم الأسباب التي عرَّضته لذلك البلاء حتى يدفعها بالتوبة والإنابة وعمل الصالحات، والأهم من ذلك كله الصبر، وأن يعرف حق المعرفة أن كاشف الضر هو الله وحده، ولا أحد غيره يستطيع كشف ضرِّه؛ قال تعالى: ﴿ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [الأنعام: 17].

 

أسأل الله أن يعظم لنا أجورنا على صبرنا، وأن يرزقنا كلَّ خير، وأن يجعل بيوتنا عامرة بالطاعة والعمل الصالح وحسن الخلق، وأن يُصلح لنا ولكم الذرية، وصلى الله على سيدنا محمد.




كيف اتخلص من الاكتئاب والحزن بسبب طليقي وأبدأ حياتي ؟


الاستشارة:

سلام عليكم
انا امرأة مطلقة عمري ٢٧ سنة وطليقي ٣٤ سنة وليس لدي اطفال عمر زواجنا سنتين وشهرين  وعرفت مؤخراً انني حامل بعد الطلاق وهذا الامر الذي احزنني اكثر لا اريد ان انحرم من طفلي في المستقبل واريدة ان يعيش بين اب وام لكن طليقي ابى ان يرجعني ويقول لي انا عفتك ولا اريدك في حياتي والامر بيننا انتهى ولا اريدك معي وهذا كلام ابية وكلامك وسبب طلاقي منة عدم القيام بحقوقي وواجباتي نحوة عدم توفير سكن خاص بي وساكنة مع اهلة وهم لايريدونني معهم في نفس البيت ويعاملوني معاملة فيها عدم احترام او تقدير كأنهم يقولون لا نريدك معنا لكنهم اناس متناقضين لمن لم يكن لدى ابنهم وظيفة لماذا زوجوة ؟ والمحزن ويحملوني انا مسؤلية عدم وظيفة ابنهم بمعاملة فيها عدم احترام وتقليل من شأني وكأنني انا من سكن معهم بأرادتي وهم متضايقون مني لان ابية يصرف على المنزل ولم ينفذ  السكن بل انة طلق بسهولة وهذا الشئ الذي احزنني وكسرني لأنني الحمدلله ليس مدح فية قايمة بواجباته والسبب الثاني وبارد ولا يشبعني عاطفياً ولا جنسياً ولا يوجد اهتمام منه ولا يوجد بيننا مودة ورحمة واذا ناقشته في الامر ضحك علي وقال انتي تقولين كلام قوقل ! تعبت وسمئت من هذا الوضع ولانني اريد اطفال وايضاً عدم اهتمامة بي كأنسانة وزوجة تريد الاهتمام والمشاعر الجميلة بين الزوجين واذا قلت لة نريد ان نخرج او نتنزة معاً ونغير جو بعيداً عن المشاكل تعلل بأي شئ ويقول بعدين ومشغول وهو لايوجد لدية مايشغله كما انة يخرج بمفردة وعاطل ولا يوجد عمل يرهقة او شئ يشغله  اخر موقف كان اسلوبة جداً سئ معي وكأنة يريد اخراجي من البيت وكبر المشكلة وذهبت الي ابية واخبرته ووقف ابية معة ضدي وقال لي اذا مو عاجبك روحي بيت اهلك وورقة طلاقك تأتيك وهو زوجي واقف ينظر الينا وكأنهم متفقين علي حسبي الله ونعم الوكيل ولم اتحمل هذة الاهانه علماً انها ليست اول مرة بل كلما حدثت المشاكل قالو لي هو ووالدة اذهبي الي اهلك اذا هذا الوضع لم يعجبك وايضاً طلعو كلام عني انني مريضة نفساً وهو انني قبل اتزوج كنت استخدم حبوب للقلق واعلمت  طليقي وهذا عن حسن نية مني ومن باب انه زوجي وقد اعلمته بهذا الامر بداية زواجنا قلت  لا بد ان اعلمة لانه سوف يرى الحبوب ويسألني وبعد ذلك تركتها منذ سنتين لاني الحمدلله تحسنت ومنذ ذلك اليوم وهو يعيرني بهذة الحبوب وانني مريضة نفساً وقد سامحته اكثر من مرة وهو جرحني بهذة الكلمة لم اتوقعه بهذة الوقاحة وهذا التفكير ولم افكر ان اجرحة  يوم من الايام او اعايره لانه لم يوفر لي ابسط حقوقي وهو مسكن شرعي لانه لا يملك المال علماً انه قبل الزواج كذب والدة على والدي وقال انه عندة وظيفة وراتبة جيد وشقته جاهزة وابي صدقة وايضا امورا كثيره اقترفوها سواءا في حقي او في حق والدي حتى والدتي لم تسلم منهم  وكلامهم عنها ومن كلام زوجي ولم اتحمل كل تلك الاهانات ثم ذهبت الي اهلي ولم يوفر لي مسكن وتدخلو اهل الخير واعمامي في موضوع رجوعي ولم يفيد معهم شئ  وهم الآن طلقوني بغير سبب واضح منهم بسبب انني طلبت  ابسط حقوقي لأعيش حياتي لكنهم ظلموني كثيراً قبل طلاقي وبعد طلاقي وحتى زوجي نسي كل شئ بيننا وكل معاملة حسنة مني وكل مساعدة مني لة لانه لا يملك وظيفة فقد اعطيته ذهبي من باب المساعدة ولم يرجعه وايضاً لم يقدر ذلك وطلباته دايماً انفذها لة وملابسة واكلة دايماً اجهزها لة لكن نسي كل نسي كل ذلك لكني صحيح انني كنت انفعل منه واسبه وايضاً دايم اتضايق منه لكن نتيجة الضغوط التي مررتُ بها وايضاً ليس لدينا خصوصية في البيت بسبب انهم يسمعون اي شي بيننا  ولم يفكر ابداً في ان يصلح حالة ويقول لي بكل كبرياء انني لا استحقة وغلطانه في حقة وانه يستحق افضل مني وانا  الآن اعيش حالة من الحزن والاكتئاب والضيق واحياناً الجأ الي البكاء بسبب مافعلوه في حقي وانهم ظلموني وايضاً كنتُ احبة ولا اريد الطلاق ساعدني يا استاذ ما رأيك في مشكلتي ؟ وكيف اتغلب على الحزن والاكتئاب والضيق واعيش الحياة وانسى الماضي ؟ وطليقي لمِ يفعل ذلك معي ؟ وسبب تصرفاته معي وعلى ماذا تدل حركاته لي هل لأنة منذ البداية لا يريدني زوجة لة ؟ لانني سمعت مؤخراً  انه كان مغصوب على الزواج مني  وهل يعقل انه كان مجبوراً على الزواج ؟ علماً انه ضعيف الشخصيه علماً انني كنت احب طليقي ولا أريد الطلاق منة على امل ان يعدل من نفسة لكن الامور تتجة من الاسوأ الي الاسوأ وهل مافعلتة معة من صبر يعتبر حب ام تعلق ويزول تدريجياً ؟ لأني اخشى ان اكون اسيرة هذا الحزن ولن انساة وايضاً لا اتخيل حياتي مع رجل غيرة ويؤثر على حياتي المستقبلية

افيدوني على استشارتي جزاكم الله  خير 


الرد على الاستشارة:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ... وحياك الله أختي ... وأسأل الله أن يفرج عنك كل مكروب ومكروه .

أولا / لابد من معرفة أن من أركان الإيمان هو ( الإيمان بالقضاء والقدر ) ، وأن الله كتب المقادير على الناس من خير وشر .
ثانيا / علينا بفعل الأسباب وعدم اليأس والقنوط ... لكن في الأخير نرضى بما كتبه الله علينا .
ثالثا / أشكرك على حرصك على الخير ... والسؤال عن ذلك ففيه دلالة على صلاحك وحبك للخير .


لذا أنصحك بالتالي :
- البيت الذي فيه لا تراعي كرامتك لا ينبغي فيه العيش ... ولذا إن لم يكن لك فيه احترام وتقدير فلا تحرصي بالرجوع إليه حتى تتغير معاملتهم لك .... وإلا ما فائدة الرجوع وهم لم تتغير معاملتهم ونظرتهم تجاهك .

- احرصي على صحتك واتركي عنك البكاء والتفكير الذي ليس فيه فائدة غير التعب والإرهاق ... دائما تذكري ( ماذا استفدت من البكاء والتفكير ) غير القلق والتعب والتوتر .... فكري يا ابنتي بصحتك .

- انتبهي من أن ترخصي نفسك نحوهم وتحاولي التواصل معهم أكثر من مرة ... لأنك لو رجعت ستلاقين الأمرين في ذلك ... فإما أن ترجعي وأنت معززة ومكرمة وإلا فلا .

- يا ابنتي الطلاق ليس نهاية العالم ونهاية السعادة ... فلعل الله صرف عنك سوء .... وقد يكتب الله لك زوجا آخر أفضل منه ... فلا تيأسي .

- اصبري ... وحاولي أن تشغلي نفسك بما هو نافع لك ( وظيفة - دراسة - حفظ قرآن ............. ) .

- اهتمي بصحتك ومارسي الرياضة .

- اشتركي في حلقة قرآن وعاشري الناس ، واحضري المناسبات السعيدة مثل الزواجات والحفلات وغيرها وروحي عن نفسك ... ولا تكوني مسجونة في البيت .

- سيجعل الله لك مخرج بإذن الله ... فقط اعملي بالأسباب واهتمي بنفسك .


وصلى الله على سيدنا محمد .

السبت، 21 مايو 2022

الزوجة المحرومة


 

الزوج المحروم


 

الأم المحرومة


 

الأب المحروم


 

 

مفاتيح البركة بعد الزواج




الزواجُ مرحلةٌ مهمة في حياة كل زوجين، فهما يَسعيان إلى تحقيق المحبة والألفة بينهما، لكن مع مرور الزمن وكثرة المسؤوليات الزوجية، تمر الحياة الزوجية بنوعٍ من الفتور، بل تتحول بعض حياة الأزواج إلى كآبة وحزنٍ، بدل من أن تكون حياتهم مليئة بالسعادة والاستقرار.

 

ثَبَتَ عَنْهُ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ إِذَا رَأَى أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِهِ حَدِيثَ عَهْدٍ بِزَوَاجٍ، دَعَا لَهُ بِقَوْلِهِ: "بَارَكَ اللَّهُ لَكَ، وَبَارَكَ عَلَيْكَ، وَجَمَعَ بَيْنَكُمَا فِي خَيْرٍ"؛ فَالْبَرَكَةُ فِي الزَّوَاجِ نِعْمَةٌ مِنْ نِعَمِ اللهِ تَعَالَى، يُنْعِمُ بِهَا عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ، وحتى نحصل على البركة بعد الزواج بإذن الله علينا الانتباه للتالي:

1- الرضا بما قسم الله لك: إذا تَمَّ الزواج فيجب عليك أن ترضى بشريك حياتك؛ إذ لا مفر لك من ذلك، ولن تجني من وراء غضبك له وكرهك إياه إلا الحسرة والتعاسة والفشل في الحياة.

 

2- اعلم أن أهم ما ينبغي لك إدراكه هو أن سعادتك في الزواج تتوقف على ما تفعله بعد زواجك، فإذا كنت شخصًا متزنًا عاقلًا خاليًا من العقد النفسية، مستقيمًا على شرع الله، ففي استطاعتك أن تحقق لنفسك السعادة في الزواج، فالزواج برغم مشكلاته ومصاعبه هو أفضل طرق السعادة.

 

3- جدِّد حبَّك لزوجك، لا يمكن أن تستمر سعادتك الزوجية إلا بتجديد حبك لشريك حياتك، فالحب هو الذي يصنع الزواج السعيد، بل هو الباعث على كل التصرفات الحميدة.

 

4- اعلم أن شريك حياتك ليس أنت: فعلى الرغم من نقاط الاتفاق التي تجمع بينكما إلا أن بينكما اختلافًا، فينبغي عليك أن تقدر ما تنفرد به عن غيرك من نقاط اختلاف، فلا يمكن لاثنين يجتمعان في بيت واحد أن يكونا متطابقين تمامًا، ولا بد أن يكون كل منهما متفردًا بشخصية منفردة وذاتية محددة، تجعله بعيدًا عن التماثل مع صاحبه.

 

5- لا تظن أن الكارثة قد وقعت عند أي خلاف: فقد تنشأ الخلافات والمنغصات والمشكلات في أي لحظة، ولأي سبب، وذلك لاختلاف رغبات كل من الزوجين، وعند ذلك عليك أن تتقبل هذه الاختلافات على أنها أمر طبيعي لابد منه، وتحاول علاجها بالنقاش الهادئ والحوار البنَّاء فلكل داء دواء، ولكل مشكلة علاج، فلا تيئس من علاج أي مشكلة إذا كنت تتطلع إلى تأسيس حياة زوجية سعيدة.

 

6- حاول تحاشي إثارة الموضوعات التي تثير حساسية شريك حياتك، وتستدعي غضبه، واجتنب القيام أمامه بعمل شيء تعرف سلفًا أنه لا يرضى عنه.

 

7- لا تكن معارضًا لكل اقتراح أو رأي يصدر عن شريك حياتك، فإن ذلك يؤلمه ويفقده الإحساس بقيمته عندك؛ مما يؤثر على سعادتكما الزوجية، وعليك - بدلًا من ذلك - أن تشجعه على إبداء رأيه، وتحمد الصواب من آرائه، ولا تظهر المعارضة لأمور تعرف أنها محبوبة ومرغوبة لديه، إلا ما كان فيه محذور شرعي، وفي هذه الحالة عليك التوجيه بلطف ولين ورفق.

 

8- أشعر نفسك بالرضا والسعادة: لا تكن كهؤلاء الذين لا يرون ما عند شريك حياتهم من الإيجابيات والفضائل ولا ينظرون إليها إلا بعين التقصير والانتقاص.

 

9- أسعِد شريك حياتك تسعَد، أعط لتأخذ، هذا هو أحد قوانين الحياة، فإذا أعطيت لشريك حياتك السعادة حصلت عليها، واعلم أن المستفيد الأول من سعادته هو أنت؛ لأنك إذا نجحت في إسعاده، فسوف لا يدخر وسعًا لإسعادك ورد الجميل إليك، فإحساس شريك حياتك يأبى أن يأخذ ولا يعطي؛ لأنه بطبيعته يحب العطاء والبذل والتضحية من أجل من يحب.

 

أسأل الله أن يبارك لنا في أزواجنا وأولادنا وذريَّاتنا وفي أعمالنا وفي أموالنا وفي بلادنا، وأن ينشر السعادة في كل بيت، وصلى الله على سيدنا محمد.



 مفاتيح البركة قبل الزواج



 

الزواج من سنن الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - فلا ينبغي أن يرغب المسلم عن هذه السنة إلا من عذر شرعي مقبول عند الله، قال صلى الله عليه وسلم للشباب الثلاثة: "أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ، لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي"؛ رواه البخاري.

 

قال تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ (الروم:21)، وتنشأ المودة والرحمة بإذن الله إذا استطاع الزوجان تحقيق مفاتيح البركة.

 

ولتحصل أيها الموفق على البركة قبل الزواج، انتبه للتالي:

1-حدِّد الهدف من الزواج:

هناك بعض الأشخاص من يرون أنَّ الهدف من الزواج هو الشهوة الجنسيَّة، ومنهم من يرون أنَّه لبسط السيطرة والنفوذ، ومنهم من يرون أنَّه عادة، ومنهم يرونه وسيلةً للعفاف، ووسيلة للإنجاب؛ قال تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم منْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21].

 

2- معرفة حقوق الشريك الآخر:

من حقوق الزوج على زوجته: القوامة، الطاعة بالمعروف، الخدمة، المحافظة على نفسها وماله وأولاده، حسن الاستقبال.

 

ومن حقوق الزوجة على زوجها: المـهـر، النفقة والسكن، المعاشرة بالمعروف، التعليم، كف الأذى، حق المبيت.

 

3- كيفية اختيار شريك حياتك:

قال صلى الله عليه وسلم: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوِّجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير"؛ رواه الترمذي.

 

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ)؛ رواه البخاري.

 

وأهم هذه المعايير معيار الدين والتقوى، قِيلَ للحسنِ بنِ عليٍّ رضي الله عنهما: «إنَّ لي بِنتًا، فمَن ترى أن أُزوِّجَها له؟»، فقال: «زَوِّجْها لِمَن يَتَّقي اللهَ؛ فإن أَحَبَّها أَكْرَمَها، وإن أَبْغَضَها لَم يَظْلِمْها»؛ (ابن أبي الدنيا).

 

4- القراءة والتعلم عن تربية الأولاد:

على الزوجين التعلم والقراءة عن تربية الأولاد قبل الزواج؛ لأن الأولاد زينة الحياة الدنيا، قال تعالى: ﴿ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾، وبهم تسعد النفس وينشرح الصدر، وهم أجركما الذي لا ينقطع بعد مماتكما، كما قال عليه الصلاة والسلام: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له)؛ رواه مسلم.

 

5- توقع الخلافات الزوجية:

الحياة الزوجية شراكة بين اثنين تعتريها بعض الاختلافات في الرأي وفي العادات الأسرية مما ينتج عنها خلافات أسرية، وهنا يجب على الزوجين توقُّع مثل هذه الخلافات، وعدم النظر إلى الحياة الزوجية نظرة مثالية جدًّا خالية من الخلافات.

 

جاء رجل يومًا إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليشتكي إليه من زوجته، فلما وصل وجد عمر في بيته وصوت زوجته مرتفع عليه؟ فلما خرج قال له: أنا يا أمير المؤمنين، جئت أشتكي لك من زوجتي، لقيت زوجتك أعظم، قال له: تغسل ثوبي، تكنس بيتي، تربي أطفالي، أفلا نصبر على بعض أذاها.

 

6- السعي إلى تطوير النفس ورفع ثقافتها ومعرفتها في الحياة بشكل عام، والعلاقة الزوجية بشكل خاص، وفهم الطرف الآخر وطبيعته الشخصية، وذلك من خلال: دورات تدريبية، استشارات، كتب، مواقع الإنترنت، برامج تلفزيونية وغيرها.

 

7- تجنُّب الاستعدادات المكلفة التي تفوق طاقة الزوجين وقدرتهما المالية، وقد تتسبب في تراكم الديون عليكما، وتغير الحالة المعيشية؛ مما يؤدي إلى ظهور استياء في الحياة الزوجية.

 

واعلَمَا أن البركة في الزواج لها أسباب، ومنها: خفة المهور وقلتها، ففي الحديث الذي رواه أحمد عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أعظم النساء بركة أيسرهنَّ مؤنة".

 

8- الحذر كل الحذر من المعاصي والمخالفات الشرعية التي تحصل قبل الدخول على الزوجة؛ إذ إنها تذهب ببركة الزواج؛ مثل: (الخلوة المحرمة، والمكالمات الهاتفية بعد الخطبة وقبل عقد النكاح من غير سبب شرعي، التجمل للزواج بالحرام مثل: النمص والوصل).

 

أسأل الله أن يبارك لنا في أزواجنا وأولادنا وذريَّاتنا، وفي أعمالنا وفي أموالنا وفي بلادنا، وأن ينشر السعادة في كل بيت، وصلى الله على سيدنا محمد.



 أرجوكِ يا أمي تقول فتاةٌ: أمي عنيدة وعصبية وقاسية جدًّا، لا تُحب إلا نفسها، دائمة الصُّراخ وسيئة التعامل، حاولتُ كثيرًا أن أبحثَ عن رضاها، ...