مفاتيح البركة بعد الزواج
الزواجُ مرحلةٌ مهمة في حياة كل زوجين، فهما يَسعيان إلى تحقيق المحبة والألفة بينهما، لكن مع مرور الزمن وكثرة المسؤوليات الزوجية، تمر الحياة الزوجية بنوعٍ من الفتور، بل تتحول بعض حياة الأزواج إلى كآبة وحزنٍ، بدل من أن تكون حياتهم مليئة بالسعادة والاستقرار.
ثَبَتَ عَنْهُ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ إِذَا رَأَى أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِهِ حَدِيثَ عَهْدٍ بِزَوَاجٍ، دَعَا لَهُ بِقَوْلِهِ: "بَارَكَ اللَّهُ لَكَ، وَبَارَكَ عَلَيْكَ، وَجَمَعَ بَيْنَكُمَا فِي خَيْرٍ"؛ فَالْبَرَكَةُ فِي الزَّوَاجِ نِعْمَةٌ مِنْ نِعَمِ اللهِ تَعَالَى، يُنْعِمُ بِهَا عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ، وحتى نحصل على البركة بعد الزواج بإذن الله علينا الانتباه للتالي:
1- الرضا بما قسم الله لك: إذا تَمَّ الزواج فيجب عليك أن ترضى بشريك حياتك؛ إذ لا مفر لك من ذلك، ولن تجني من وراء غضبك له وكرهك إياه إلا الحسرة والتعاسة والفشل في الحياة.
2- اعلم أن أهم ما ينبغي لك إدراكه هو أن سعادتك في الزواج تتوقف على ما تفعله بعد زواجك، فإذا كنت شخصًا متزنًا عاقلًا خاليًا من العقد النفسية، مستقيمًا على شرع الله، ففي استطاعتك أن تحقق لنفسك السعادة في الزواج، فالزواج برغم مشكلاته ومصاعبه هو أفضل طرق السعادة.
3- جدِّد حبَّك لزوجك، لا يمكن أن تستمر سعادتك الزوجية إلا بتجديد حبك لشريك حياتك، فالحب هو الذي يصنع الزواج السعيد، بل هو الباعث على كل التصرفات الحميدة.
4- اعلم أن شريك حياتك ليس أنت: فعلى الرغم من نقاط الاتفاق التي تجمع بينكما إلا أن بينكما اختلافًا، فينبغي عليك أن تقدر ما تنفرد به عن غيرك من نقاط اختلاف، فلا يمكن لاثنين يجتمعان في بيت واحد أن يكونا متطابقين تمامًا، ولا بد أن يكون كل منهما متفردًا بشخصية منفردة وذاتية محددة، تجعله بعيدًا عن التماثل مع صاحبه.
5- لا تظن أن الكارثة قد وقعت عند أي خلاف: فقد تنشأ الخلافات والمنغصات والمشكلات في أي لحظة، ولأي سبب، وذلك لاختلاف رغبات كل من الزوجين، وعند ذلك عليك أن تتقبل هذه الاختلافات على أنها أمر طبيعي لابد منه، وتحاول علاجها بالنقاش الهادئ والحوار البنَّاء فلكل داء دواء، ولكل مشكلة علاج، فلا تيئس من علاج أي مشكلة إذا كنت تتطلع إلى تأسيس حياة زوجية سعيدة.
6- حاول تحاشي إثارة الموضوعات التي تثير حساسية شريك حياتك، وتستدعي غضبه، واجتنب القيام أمامه بعمل شيء تعرف سلفًا أنه لا يرضى عنه.
7- لا تكن معارضًا لكل اقتراح أو رأي يصدر عن شريك حياتك، فإن ذلك يؤلمه ويفقده الإحساس بقيمته عندك؛ مما يؤثر على سعادتكما الزوجية، وعليك - بدلًا من ذلك - أن تشجعه على إبداء رأيه، وتحمد الصواب من آرائه، ولا تظهر المعارضة لأمور تعرف أنها محبوبة ومرغوبة لديه، إلا ما كان فيه محذور شرعي، وفي هذه الحالة عليك التوجيه بلطف ولين ورفق.
8- أشعر نفسك بالرضا والسعادة: لا تكن كهؤلاء الذين لا يرون ما عند شريك حياتهم من الإيجابيات والفضائل ولا ينظرون إليها إلا بعين التقصير والانتقاص.
9- أسعِد شريك حياتك تسعَد، أعط لتأخذ، هذا هو أحد قوانين الحياة، فإذا أعطيت لشريك حياتك السعادة حصلت عليها، واعلم أن المستفيد الأول من سعادته هو أنت؛ لأنك إذا نجحت في إسعاده، فسوف لا يدخر وسعًا لإسعادك ورد الجميل إليك، فإحساس شريك حياتك يأبى أن يأخذ ولا يعطي؛ لأنه بطبيعته يحب العطاء والبذل والتضحية من أجل من يحب.
أسأل الله أن يبارك لنا في أزواجنا وأولادنا وذريَّاتنا وفي أعمالنا وفي أموالنا وفي بلادنا، وأن ينشر السعادة في كل بيت، وصلى الله على سيدنا محمد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق