رؤى الخبر | الأحساء
إنها الصلاة يا ولدي … الصلاة هي ركن الدين وعموده المتين، وهي عنوان الاستقامة، ومظهر الإسلام ، وهي أول ما فُرض على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من الفرائض، وهي آخر فريضة أوصى بها عليه الصلاة والسلام أمته وهو في وداع من الدنيا وإقبال على الآخرة حيث قال: (الصلاةَ الصلاة وما ملكت أيمانكم).
يا ولدي … إنها الصلاة ، فمن حفِظها وحافظ عليها فقد حفِظ دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع، بل من ترك صلاة مكتوبة متعمدا برأت منه ذمة الله ، وهي أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من العمل، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر.
يا ولدي … أسألك بالله ألا تتركها قط ، الصلاة هي المستقبل وهي الأمن وهي الراحة والسعادة، لا تصلِّها في البيت، كن من المشائين في الظلَم إلى المساجد، يا ولدي إني أتخيلك في الظلام تسير إلى بيت الله مصلياً، فيقفز فؤادي من الفرح، فأسأل ربي أن ينوَّر قلبك بطاعته .
والصلاة يا ولدي … من أفضل الأعمال والعبادات فقد سُئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن أفضل الأعمال فقال: “الصلاة على وقتها”. متفق عليه ، ولتعلم يا ولدي … أن الله عز وجل يأمرك بالصلاة في كل حين ، قال تعالى :{حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين} وهذه الأدلة تؤكد أن الله أوجب الصلاة على المؤمنين في سائر أحوالهم سواء كانوا مرضى أو مسافرين، فلا تسقط عنهم الصلاة .
يا ولدي … الصلاة.. نفحاتٌ ورحمات، بها ترفَع الدرجات، وتضاعَف الحسنات، وتَكفَّر السيئات؛ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( تحترقون تحترقون فإذا صليتم الصبح غسلتها، ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم الظهر غسلتها، ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم العصر غسلتها، ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم المغرب، غسلتها ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم العشاء غسلتها، ثم تنامون فلا يكتب عليكم حتى تستيقظوا) صحيح الترغيب والترهيب.
وقال عليه الصلاة والسلام: ( أرأيتم لو أنَّ نهرًا بباب أحدكم يغتسل فيه كلَّ يوم خمسَ مرّات، هل يبقى من درنه شيء؟! قالوا: لا يبقى من درنه، قال: فذلك مَثَل الصلوات الخمس؛ يمحو الله بهنّ الخطايا ) متفق عليه.
غير أنّ ممّا يندَى له الجبين … يا ولدي ، ويجعل القلبَ مكدَّرا حزينًا ما فشا بين كثيرٍ من المسلمين ، وخاصة الشباب ، من سوءِ صنيع وتفريطٍ وتضييع لهذه الشعيرة العظيمة، فمنهم التاركُ لها بالكلّيّة، ومنهم من يصلّي بعضًا ويترك البقيّة، ومنهم من يتهاون في أدائها في أوقاتها فيجمع بين الصلوات ويدخل بعضها في وقت بعض، وإنَّ من أكبر الكبائر، وأبين الجرائر تركَ الصلاة تعمُّدًا، وإخراجَها عن وقتها كسَلاً وتهاوُنًا، وهذا أقرب طريق للكفران، وأيسر طريق للخروج من الإسلام.. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقَد كفر ) (أخرجه أحمد)، وفي صحيح مسلم: ( بين الرجل والكفر أو الشرك تركُ الصلاة ).
ويقول عبد الله بن شقيق رحمه الله تعالى: “كان أصحابُ رسول الله لا يرونَ شيئًا من الأعمال تركُه كفر غير الصلاة” أخرجه الترمذي.
يا ولدي … إنّ التفريطَ في أمر الصلاة من أعظم أسبابِ البلاء والشقاء، ضَنكٌ دنيويّ وعذاب برزخي وعِقاب أخرويّ، يقول تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38) إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ (39) فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ (40) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (41) مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ}(المعارج: ). ويقول: {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُواْ الصلاةَ وَاتَّبَعُواْ الشَّهَواتِ فَسَوْفَ يَلْقُونَ غَيًّا}[مريم:59].
فتوبوا إلى الله يا أبنائي ويا بناتي، وحافظوا على صلواتكم، وأدوها في أوقاتها، وإياكم والتهاون فيها، وإخراجها عن وقتها، واحذروا ما توعد الله به المتهاونين بقوله: {فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون}.
الأستاذ/ عدنان بن سلمان الدريويش
المستشار الأسري بجمعية التنمية الأسرية بالأحساء
والمشرف التربوي بإدارة تعليم الأحساء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق